أرشيف الشعر العربي

المحراب

المحراب

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .

- أمّنتُكَ

فاخلعْ نعليكَ

وقِفْ.

إن المِحرابَ عِراقُ

وارفعْ رأسكَ

حتى أقرأَ عينيكَ . .

أَمِنْ هذا الحُزنِ وُلِدتَ ؟

أبالحُزنِ ستلقى اللهَ ؟

وإلاّ ، لستَ من النّخلةِ في شيءٍ . .

قَدَرُ النُسّاكِ بهذا المِحرابِ الحُزنُ،

فهل أعددتَ لهذا اليومِ العُدّةْ !؟

- أعددْتُ له قلبي منذُ وُلِدتُ ..

- إذن ، فاخلعْ نعليكَ

وقِفْ

إن المحرابَ عِراقُ

بغدادُ أشيحي بجبينِكِ

ما الحشدُ الدّاجِنُ حولكِ

كُفءٌ لِعَروسِ النّهرِ

ولا دمُهُ مِنكِ . .

كَذِبٌ أن التاريخَ يخونُ

إذا زُلزِلَتِ الأرضُ

أو اشتعلَ الليلُ جحيماً ..

وتقاسمتِ الأهواءُ الأدوارَ

لذبحِ النخلْ .

هُزّي جِذْعَ التاريخِ

يعُد طفلاً بينَ يديكِ

وهُزيهِ، يشِبُّ على الطّوقْ ..

بغدادُ أشيحي،

لم يبقَ من المِلحِ

سِوى دمِكِ المسكوبِ على ظمأي

أقِفُ الليلَ أُنادي :

بغدادُ ..

بغدادُ ..

وأحترِقُ .

تمتدُّ ذراعٌ

– من نارٍ ودُخانٍ -

تَنْقُـشُ في ثديِ الغَيْمةِ :

" بغــــــدادُ "

فيكْتَظُّ بهِ الماءُ وينهرِقُ .

" برداً وسلاماً " يا بغدادُ ..

أشيحي بجبينِكِ نحوي

إنّي أشـتَقُّ بِعينيكِ الذّابلتينِ

إلى اللهِ سـبيلا .

أعدَدْتُ لهذا اليومِ

كما أعدَدْتِ منَ الحُزنِ

وأسرَفْتُ قليلا .

عَلّي أبلُغُ بعضَ العُذْرِ لديكِ

بأنّي مِثلُكِ ،

ما كُنتُ إذْ انْفَلَتَ الحَبـلُ

بقَعْرِ الذُّلِّ

ذليلا .

بغدادُ أتيتُكِ ،

أحمِـلُ روحاً

تَتَملَْمَلُ بيـنَ أصابِعِ كَفّيَّ

وقلباً يتَفـطَّرُ في هذا القحـطِ

فُراتاً ونخيلا .

وأشَحتُ بِوجهِيَ شـطرَ الرّومِ

وجَدتُ " بَنِي الأسْمَرِ "

يخْتصِمونَ لدى القيصرِ

بالقُرآنِ

على ثمنِ الحبكةِ والكِتمانِ

وأيُّ العارَيْنِ جديرٌ

بنصيبِ الخِنزيرِ الأوفى

من نِفطِ البصرةِ !

والبصرةُ في شُغُلٍ عمّا يختصِمونَ

بما تَرَكوا ..

البصرةُ رأسُ الحربةِ

في الحربِ

وخاتِمةُ الخوفِ الأزلِيِّ

بهذا النّفقِ المُظلِمْ .

البصـرَةُ أشلاءٌ تَتَكلّمْ .

وعُيونٌ ترمُقُ خلفَ سِتارِ النارِ

قطيعاً أبكَمْ .

يا ربَّ الكونِ الأعظَمِ

يا ربَّ الكونِ الأعظَمِ

يا ربَّ الكونِ الأعظَمْ

مِحرابَكَ مِحرابَكَ

مِحرابُكَ يصدحُ باسمِكَ

دمْعاً ودِماءً

وجِراحاً تَتَبَسَّمْ .

مِحرابَك مِحرابَكَ

مِحرابُكَ موصولٌ بيديكَ الحانيِتينِ

بهذا البُركانِ الهادِرِ

يا من تسمَعُ

يا من تُبصِرُ

يا من تعـلَمْ.

مِحرابُكَ أشرِعةٌ

تَمخُرُ بالحَقِّ - بعينيكَ - عُبابَ الوَقتِ إليكَ

فخُذْ بيديهِ

يكُنْ سيفَكَ في الأرضِ

وقبرَ عدُوِّكَ

ربّاهُ،

عراقَكَ

إنّ المِحرابَ عِراقُ .

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (إبراهيم محمد إبراهيم) .

مراوغة

الرحلة لم تبدا بعد

فساد الملح

قمة

رشوة


ساهم - قرآن ٢