أعاذل إِن المرء رهن مصيبة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أَعاذِلُ إِنَّ المَرءَ رَهنُ مُصيبَةٍ | صَريعٌ لِعافي الطَيرِ أَو سوفَ يُرمَسُ |
فَلا تَقبَلَن ضَيماً مَخافَةَ ميتَةٍ | وَموتَن بِها حُرّاً وَجِلدُكَ أَملَسُ |
فَما الناسُ إِلاّ ما رَأَوا وَتَحَدَّثوا | وَما العَجزُ إِلا أَن يُضاموا فَيَجلِسُوا |
فَمِن طَلَبِ الأَوتارِ ما حَزَّ أَنفَهُ | قَصيرٌ وَخاضَ المَوتَ بِالسَيفِ بَيهَسُ |
نَعامةُ لَمّا صَرَّعَ القَومُ رَهطَهُ | تَبَيَّنَ في أثَوابِهِ كَيفَ يَلبَسُ |
أَلَم تَرَ أَنَّ الجونَ أصبحَ راسِياً | تُطيفُ بِهِ الأَيامُ ما يَتَأَيَّسُ |
عَصى تُبَّعاً أَيّامَ أُهلِكَتِ القُرى | يُطانُ عَلى صُمِّ الصَفِحِ وَيُكلَسُ |
هَلُمَّ إِلَيها قَد أُثيرَت زُروعُها | وَعادَت عَليها المَنجَنونُ تَكَدَّسُ |
وَذاكَ أَوانُ العِرضِ حَيَّ ذُبابُهُ | زَنابيرُهُ وَالأَزرَقُ المُتَلَمِّسُ |
فَإِن يُقبِلوا بِالوُدِّ نُقبِل بِمِثلِهِ | وَإِلاّ فَإِنّا نَحنُ آبى وَأشمَسُ |
وَجَمعُ بَني قُرّانَ فَاِعرِض عَلَيهِمِ | فَإِن يَقبَلوا هاتا الَّتي نَحنُ نُوبَسُ |
يَكونُ نَذيرٌ مِن وَرائِيَ جُنَّةً | وَيَمنَعُني مِنهُم جُلَيٌّ وَأَحمَسُ |
فَإِن يَكُ عَنّا في حُبَيبٍ تَثاقُلٌ | فَقد كانَ فينا مِقنَبٌ ما يُعَرِّسُ |