الوصية الثانية (2) - نصيحة للشباب - صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
لكن أهمها الإخلاص أنْ لا ترائي أحدا وأن لا تطلب الثناء من أحد، وإنما تعمل لله جل جلاله ولو لم يعلم بك أحد، وما أحسن فعل الربيع بن خُثيم التابعي المعروف العالم الجليل الفقيه الزاهد تلميذ بن مسعود رضي الله عنه، حيث طلب من أهله مرة أنْ يصنعوا له طعاما من أفخر الطعام ومن أحسنه في الكوفة، فصنعوا له ذلك، فلما أتوه به أخذ الإناء وذهب به إلى رجل في الكوفة أعمى لا يبصر، وأصم لا يسمع، وأبكم لا يتكلم، فطرق عليه الباب وأتاه بهذا الطعام جعل يعطيه الطعام لقمة لقمة والربيع يتبسم ويتهلهل وجهه فرحا، فلما خرج قال له بعضهم: لما صنعت هذا؟ هذا رجل لا يسمع ولا يبصر ولا يتكلم.فقال الربيع مغضبا: ولكن الله يسمع ويبصر سبحانه وتعالى.
يعني لا يريد ثناء من هذا ولا ذكرا به لكنه أراد به ما عند الله جل وعلا، والعمل الصالح المخلص يبقى فلو لم يعلم به أحد يخرجه الله جل وعلا، هذا كثير في الناس تجد أن العمل الخالص الصادق يخرجه الله جل وعلا ويثني العباد على العبد بعمله الصادق الخالص إذا اطلعوا عليه وأخرجه الله جل وعلا بذلك.