الإصلاح بين الناس
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
الإصلاح بين الناسإصلاح ذات البين من الأمور العظيمة والعبادات التي غفل عنها كثير من الناس؛ فقد أمرنا الله عز وجل بالإصلاح في قوله تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 1].
فالإصلاح من الأعمال العظيمة التي حث عليها دين الإسلام، وهو دين التسامح والعفو والمحبة، والاجتماع وتآلف المسلمين.
فقد وعد الله أصحاب الإصلاح بالأجر العظيم؛ قال تعالى: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 114].
قال الإمام الطبري رحمه الله: "﴿ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ﴾، قال: هو الإصلاح بين المتباينين أو المختصمين بما أباح الله الإصلاح بينهما ليتراجعا إلى ما فيه الألفة واجتماع الكلمة على ما أذن الله وأمر به"؛ [تفسير الطبري (4/ 2539)].
ومن أهمية الإصلاح بين الناس، فقد أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن الإصلاح بين الناس أفضل من صيام وصلاة التطوع؛ فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أُخبِرُكم بأفضلَ من درجةِ الصيامِ والصلاةِ والصدقةِ؟ قالوا: بلى، قال: صلاحُ ذاتِ البَيْنِ، فإنَّ فسادَ ذاتِ البَيْنِ هي الحالقةُ))؛ [سنن الترمذي: 2509].
ولضرورية الإصلاح بين الناس، وأنه كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل من تطوع الصلاة والصيام، فإن الشرع أجاز الكذب بغرض الإصلاح بين المتخاصمين، عن طريق نقل مدح طرف للطرف الآخر، وغيرها من أمور الخير؛ رغبةً في الإصلاح؛ فعن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس الكذَّابُ الَّذي يُصلحُ بين النَّاسِ، ويقولُ خيرًا، ويُنمي خيرًا))؛ [صحيح مسلم: 2605].
وبالإصلاح تتحقق أخوة الإسلام؛ قال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الحجرات: 10].