هَل بالمنازِل إن كلّمتها خَرسُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هَل بالمنازِل إن كلّمتها خَرسُ | أم ما بيانُ أثاف بينَها قَبَسُ |
كالكُحل أسودَ لأياً ما تكلمنا | مما عفاه سحابُ الصَيّف الرجسُ |
جَرَّت بِها الهَيف أذيالاً مظاهرة | كما تجرُّ ثيابَ الفُوَّة العُّرُسُ |
والمالِكيّة قد قالت حكمت وقد | تشقى بك الناقة الوجناء والفرسُ |
فقلتُ إن أستفد حلماً وتجربةً | فقد تَردد فيكَ البخلُ والألسُ |
وقد يُقصّر عني السير آونةً | بزيزل سَهوة التَبغيل أو سدسُ |
وَجناء يصرف ناباها إِذا اعتَمرت كَما تخمط فحل الصَرمَةِ الهرسُ | |
لأياً إِذا مَثل الحرباء منتصبا | من الظهيرة يثني جيدها المرسُ |
تلقى على الفرج والحاذين ذا خَضَلٍ | كالقِنو أعلق في أطرافه العبسُ |
كأنه ناشطٌ هاج الكلابُ به | من وحش خَطمة في عرنينه خنسُ |
بانت عليه من الجوزاء أسميَةٌ | وقيل بالسبَط العاميّ يَمترسُ |
ثم أتى دف أرطاةٍ بحَنينَةٍ | من الصريمة أواه لها الدّلسُ |
منبوذة بمكان لا شعارَ به | وقد يصادف في المجهولة اللمسُ |
عَبرته بين أنقاء حنون لها | من الصَريمةِ أعلى تُربها رهسُ |
فاجتابها وهو يخشى أن يلطّ به | خوف على أنفِه والسمعُ مُحتَرسُ |
يَبري عروقاً ويُبدي عن أسافِلها | كما تليّن للخَرانة الشرسُ |
حتى إذا ما انجلت ظلماء ليلته | عند الصباح ولم يستوعب الغلسُ |
ومارَ يَنفُضُ رَوقيه ومَتنتَهُ | كما تهزهزَ وقفُ العاجة السَّلسُ |
هاجَت به فئةٌ غُضفٌ مُخرَّجَةٌ | مثلُ القداح على أرزاقِها عُبُسُ |
وفاجأتهُ سَرايا لا زعيمَ لها | يَقدُمنَ أشعثَ في مارية طَلسُ |
مُعصَّباً من صباحٍ لا طعامَ له | ولا رَعيّةَ إِلا الطوفُ والعَسسُ |
فكرَّ يَحمي برَوقيه حقيقتَهُ | به عليهنّ إذ أدركنهُ شمسُ |
ما إن قليلاً تجلّى النقعُ عن سنَد | وزارع غير ما إن صادَ منبجسُ |
ومن دفاف تُحيت الجنب نافذَةً | حمراءُ يخرجُ من حافاتِها النفسُ |
ثم تولّي خفيفات قوائمهُ | بالسَّهل يطفو وبالصحراء يمّلسُ |
وقد سَبأتُ لفتيان ذوي كرمٍ | قبل الصباح ولَما تُقرع النُقُسُ |
صرفاً وممزوجةً كأن شاريها | وإن تشدّد أن يهتابَه هَوَسُ |
ثمَّ ظلِلنا تغنّي القومَ داجِنةٌ | لعساءُ لا ثَعَلٌ فيها ولا كَسَسُ |
ومُسمعاتٌ وجُرد غيرُ مُقرفةٍ | ثم السنابك في أكتافها قَعَسُ |
وجاملٍ كزُهاءِ الّلاب كلّفَه | ذو عَرمَضٍ من مياه القهر أو قُدسُ |
ماء قصير رِشَاءِ الدَّلو مُؤتَزِراً | بالخَيزُرَانة لا مِلحٌ ولا نَمسُ |
تُوفي الحمامُ عليه كلَّ ضاحيةٍ | وللضفادِع في حافاته جَرَسُ |
أَتى الصَريخ وسِربالي مظاهرةٌ | من نسج داود يجلو سكّها اللبسُ |
تغشَى البنان لها صوت إذا انبَجست | كما استخفَّ حصيدَ الأبطح اليبسُ |