عكاز في الجحيم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
و بقيت أدور | حول الطاحونة من ألمي | ثوارا معصوبا كالصخرة هيهات تثور | لكني أعجز عن سير ويلاه على قدمي | و سريري سجني تابوتي منفاي إلى الألم | و إلى العدم | و أقول سيأتيني يوم من بعد شهور | أو بعد سنين من السقم | أو بعد دهور | فأسير على قدمي | عكاز في يدي اليمنى | عكاز بل عكازان | تحت الإبطين يعينان | جسما من أوجاع يفنى | طللا يغشاه مسيل دم | و أسير أسير على قدمي | لو كان الدرب إلى القبر | الظلمة و الدود الفراس بألف فم | يمتد أمامي في أقصى أركان الدنيا في نحر | أو واد أظلم أو جبل عال | لسعيت إليه على رأسي أو هدبي أو ظهري | و شققت إلى سقر دربي و دحورت الأبواب السودا | و صرخت بوجه موكلها | لم تترك بابك مسدودا | و لتدع شياطين النار | تقتص من الجسد الهاري | تقتص من الجرح العاري | و لتأت صقورك تفترس العينين و تنهش القلبا | فهنا لا يشمت بي جاري | أو تهتف عاهرة مرت من نصف الليل على داري | بيت المشلول هنا أمسى لا يملك أكلا أو شربا | و سيرمون غدا بنتيه وزوجته دربا | و فتاه الطفل إذا لم يدفع مترا كم إيجار | انثرني ويك أباديدا | و افتح بابك لا تتركه أمام شقائي مسدودا | و لتطعم جسمي للنار | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (بدر شاكر السياب) .