الكرنفال
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أمست ثيابي وكلّها خرق | تشبه روضا ألوانه فرق |
من أزرق كالسماء جاوره | أحمر قان كأنّه الشّفق |
وأبيض ناصع، وأسود فاحم | ، فذاك الضّحى وذا الغسق |
كأنّ قوس السّحاب بات على | جسمي رداء، وما أنا الأفق |
برد عجيب قد خاطه لبق | فليس بدعا إن حازه لبق |
لما تنكرت لم يعد صحبي | يدرون أني الصديق إن رمقوا |
لذاك لم يشفقوا على جسدي | من الرّمايا ولو دروا شفقوا |
مررت بالحانقين فابتسموا | لما رأوني وكلّهم قلق |
لو علموا أنني عدوّهم | أوشك يقضي عليهم الفرق |
أرخى الدّجى ذيله ورحت أجرّ | الذيل عجبا وغيري النزق |
والجمع حولي يضجّ مبتهجا | كأنّه السيل حين يندفق |
تألّبوا كالغمام واتّصلوا | بعض ببعض كأنهم حلق |
وانتشروا والدروب واسعة | كالأنجم الزّهر حين تنبثق |
أطلقت نفسي من القيود إلى | أن صرت كالسّهم حين ينطلق |
وبت والقوم كلّما اجتمعوا | رميتهم (بالبذور) فافترقوا |
أسخر منهم لأنمهم سخروا | مني، اختلفا ونحن نتّفق |
والحرب بيني وبينهم نشبت | حرب، ولكن سهامها الورق |
فلا رماح هناك مشرعة، | ولا سيوف هناك تمتشق |
لم أخش غير الحسان ناظرة | أشدّ فعلا من الظّبى الحدق |
هذا هو الكرنفال فاستبقوا | إليه فهو السرور يختلق |