في القطار
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سرى يطوي بنا الأميال طيّا | كما تطوي السّجلّ أو الإزارا |
فلم ندر وجنح اللّيل داج | أبرقا ما ركبنا أم قطارا |
بنا و به حنين و اشتياق | و لولا ذان ما سرنا و سارا |
و لكنّا و سعنا الشّوق ذرعا | و ضاق به فصعّده بخارا |
و سمّينا الذي يخفيه وجدا | و سمّينا الذي يخفيه نارا |
غفا صحبي و بعضهم تغافى | و لم أذق الكرى إلاّ غرارا |
جلست أراقب الجوزاء وحدي | كما قد يرقب السّاري المنارا |
يسير بنا القطار و نحن نرجو | لو اختصر الطّريق بنا اختصارا |
و أقسم لو أحدّثه بما بي | لحلّق في الفضاء بنا و طارا |
إلى البلد الأمين إلى كرام | يراعون المودّة و الجوارا |
إلى المزداد ودّهم لدينا | إذا زدنا صفاتهم اختبارا |
إذا سترت نحبّتها قلوب | فحبّي لا أطيق له استتارا |
فيا إخواننا في كلّ أمر | أصيخوا كي أخاطبكم جهارا |
طويناها سباسب شاسعات | تسير الواخدات بها حيارى |
و لولا أن تسير بنا إليكم | و كائبنا مشيناها اختيارا |
لننقل من " نويورك " لكم تحايا | تحاكي في لطافتها العقارا |
و ننقل عنكم أخبار صدق | تحاكي النّدّ في الرّوض انتشارا |
سمعنا بالهزار و نحن قوم | كما نهوى الغنا نهوى الهزار |
لديكم كوكب و بنا ظلام | و أنتم تكرهون لنا العثارا |
جعلنا رسمه في كلّ ناد | و صيّرنا القلوب له إطارا |
أجل ، هذا الذي نبغيه منكم | و نرجو لا اللّجين و لا النّضار |
أتيناكم على ظمأ لأنّا | عرفنا فيكم السّحب الغزارا |
و أنتم معشر طابوا نفوسا | و أخلاقا كما كرموا نجارا |
بفيتم في سلام و اغتباط | تضيء وجوهكم هذي الدّيارا |