شعاع العيون
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
حدّثيني عن الهوى حدّثيني | و أثيري كوامن الأشجان |
عن ليالي نعمان جادت دموعي | ما جفاه الرباب من نعمان |
عن كؤوس الصبا تدار علينا | و الندامى نواعس الأجفان |
يا سليمى : و في الأحاديث سلوى | حدّثيني عمّا مضى حدّثيني |
*** | |
ذبلت هذه الخميلة حزنا | و سقاها من الردى ساقيها |
كيف تذوي غصونها ظامئات | و أنا من مدامعي أرويها |
هي في حاجة لعطف فتاة | فاذرفي دمعة الأسى تحييها |
لا تضنّي بالدمع يوما عليها | من شروط الوفاء أن تبكيها |
واذرفيه شعرا و طيبا و خمرا | إنّ فيه الدمع راحة للحزين |
قد جفاها النسيم منذ ليال | آه ممّا جنى عليها النسيم |
ضنّ في لحنه الرقيق عليها | بعد جود و قد يضنّ الكريم |
فاحملي الناي و اتبعيني إليها | فمن البرّ أن يواسي الكليم |
أسمعيها صوت الملائك يرجع | زهوها صوتك النديّ الرخيم |
و اعيدي لحن الربيع ففيه | ماتمنّته من هوى و حنين |
*** | |
ذرفت دمعها سليمى فأحيت | ذابلات الغصون و الأوراق |
و تغنّت ألحانها فأثارت | كامنات الشجون و الأشواق |
زيّنت عاطل الخميلة جودا | بلال تجري من الآماق |
و أعادت عهد الرّبيع إليها | مذ سقتها بالمدمع الرقراق |
و حبتها من عطرها نفحات | تسكر الطير و عي فوق الغصون |
عاطفات الحنان في صدر سلمى | كرّم الله هذه العاطفات |
أيّ شعر لم يستكن للقوافي | مرقص في ألحانها المسكرات |
ما أشدّ الظلام لولا شعاع | يرسل النور في عيون الفتاة |
يا شعاع العيون وطفاء نجلا | أنت في ظلمة الأسى تهديني |
*** | |
يا شعاع العيون فيك قرأنا | سرّ هذي الحياة وهو دقيق |
نعمة الله أنت في الكون لولاك | لعمّ الوجود حزن و ضيق |
في ليالي الهموم ترسل نورا | بدعة العطر و الهوى فنفيق |
خالق الكون قد براك عزاء | ليداوي آلامه المخلوق |
ما عشقنا الحياة وهي شقاء | الناس لولاك يا شعاع العيون |
دمعة من عيون هيفاء خود | تخلق العطف في قلوب القساة |
بسمة في الحياة من شفتيها | تبعث النور في ظلام الحياة |
لمسة من بنانها وهو رخص | برد تلك الجوانح الظامئات |
نفحة من نهودها سرّ ما | ننشق بين الربى من النفحات |
هي سرّ الحياة ، انشودة الله | شفاء الداء العصيّ الكمين |
*** | |
أنا أهوى بلا رجاء وما | حال محبّ يهوى بغير رجاء |
بائس يا ابنة الصباح شقيّ | كفكفي من مدامع البؤساء |
و ارحميني ففي غد يهب الله | ضياء لأوجه الرحماء |
وهبيني خميلة جدت ما | جدت عليها بالنور و الأنداء |
أنا أشقى منها و أظمأ روحا | أسعديني فالعدل أن تسعديني |
*** | |
ذا اعترافي أمام كاهنة الحبّ | فهل يغفر الخطايا اعترافي |
لإله الهوى صلاتي و نسكي | و حوالي بيت الغرام طوافي |
هيكل الحبّ طاف فيه جدودي | و جثت حول ركنه أسلافي |
أنا راض بنظرة أو بوعد | منك للعلة الكمينة شافي |
فعديني و لا تبرّي فحسبي | من نعيم الحياة أن تعديني |