حكاية هند .. وليلى
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
كَرَّمِني يا حُلوتي _ كرَّم الله | نَداكِ_ بالصَّدَّ لا بالوصالِ! |
إنَّ في الصدَّ حِكْمتي وانْبِعاثي | لِقَوافٍ تُعيي كبارَ الرِّجالِ! |
وأرى فيه نَشْوتي وانْصِهاري | بِعذابٍ يُفْضي لشُمَّ العواليِ! |
لّذَّتي في العذاب هذا .. فَكُوني | لي عَذاباَ يَقُودُني لِلمعالي! |
*** | |
يَا فَتاتي .. ما أَعْذَبَ الأَلَمَ الصاهِرَ | أَطوى به كريمَ اللَّيالي! |
إنَّ حُسْنٌ مُجَلَّلٌ بالأساطيرِ | اللَّواتي يُلْهِبْنَ مِني خَيالي! |
أَتَمَلَّى به الزَّمان الذي وَلَّى | وأَعطى به كريمَ النَّوالِ! |
كُنْتِ لي بَلْسماً إذا انْتَفَضَ الجُرْح | حَباني الشَّفاءَ قَبْلَ السُّؤالِ! |
وأنا اليَوْمَ ذو جراحٍ شَتيتاتٍ | وفِيهنَّ قُوَّتي وصيالي! |
لم أعُدْ بالوصال أَحْفَلُ إلاَّ | حينما أجْتلَي به القوافِي الغَوالي! |
قَلَّما أَجْتَلي .. ولكِن صَدَّي | يَتَجلى يَومَ الخُطوبَ الثَّقالِ! |
*** | |
ما أُحَيْلى كرامتي فهي بالوَصْلِ | تُعاني من اتَّقاءِ النَّضالِ! |
وهي بالصَّدَّ لا تُعاني .. وتَجْني | من بَساتِينِهِ شَهِيَّ السَّلالِ! |
*** | |
فاذْكُريني يا هِنْدُ إنْ ضَمَّكِ | الحُبُّ بِمَجْلىً مُزَيَّنٍ بالجَمالِ! |
ما أَراني أَظُنَّه مِثْلَ مَجْلايَ | فَهَيْهاتَ مِثْله من مَجالي! |
*** | |
وإذا رَتَّلَ النَّدامى العَواني | آيَ أَشْواقِهم لِحُلوِ الدَّلالِ! |
فاذْكُريني . فَلَن يكُون كَتَرْتِيلي | فَلَيْس الضَّرغامُ مِثْلَ السَّخالِ! |
كُنْتِ مِثْلَ الفِعالِ غُرّاً تُوالِينَ | ثَناءً على كريم المقالِ! |
وتَقُولِينَ.. أَنتَ يا نَجِييَّ فَريدٌ | من مزاياكَ رِفْعَةً. والخِلالِ! |
لم أَكُنْ يَوْمها أرى الغيدَ إلاَّ | عِفَّةً تَزْدهي بِخَيْرِ عقالِ! |
فهو من الأَوْجِ إنْ يَكُنْ طاهِرَ الذَّيل فَطُوبى لطاهري الأَذْيالِ | |
وهو في الدَّرْكِ إنْ يَكُنْ قَذِرَ | الذَّيْلِ لَعُوباً يَخُوضُ في الأَوْحالِ! |
*** | |
شَدَّني في الشَّبابِ لِلْحُسنِ طَبْعٌ | ما يرى في هَواهُ غَيْرَ الضَّلالِ! |
يَتَصَدَّى له حَراماَ .. حَلالاَ.. | والهوى خَيْرُ زادِهِ في الحَلالِ! |
كنْتُ فيه رِئْبالَهُ ما أُبالي | بنصال منه .. ولا بِنِبالِ! |
وجِراحي به تَنِير فما أَشكو | كيف تَشْكو ضَراوةُ الرِّئْبالِ؟! |
والغَواني حَوْلي يُؤَجَّجْنَ لَهْوِي | ويُبارِكْنَ_ وَيْلَهُنَّ_ خبالي! |
وَتَمَرَّسْتُ بالخلاعَة حتَّى | ضِقْتُ ذَرعاً بِصَبْوتي وانْتِهالي! |
فَهُما السَّجْنُ في الهوى ودَواعِيه | وأَنْكى مَن أَْوثَقِ الأَغْلالِ! |
وتَبَدَّى الهُيامُ لي كالحَ الوَجهِ | -كشَيْطانِهِ- شَدِيدَ المِحالِ! |
وَتبَدَّتْ لَيْلى كَبدْرٍ وَضِيءٍ | دعِياً لِلسَّلامِ. لا لِلْوبالِ! |
داعِياً لِلْوصالِ أَحْلى من الشَّهْدِ | بَرِيئاً من الخَنَى والسَّفالِ! |
كالزّلالِ العَذْب اسْتوى بَيْن رَوض | عَبْقَريَّ. وبَيْن بَرْدِ ظِلالِ! |
فيه شَتَّى من الأزاهيرِ تَسْخُو | بِعَبير يَشْفي من الاعْتِلالِ! |
وثمار يَحْلو جَناها ولكِنْ | هي أغْلا من نادِرات الَّلألي! |
*** | |
قُلْتُ.. يا قَلْبُ ههُنا الحُبُّ والحُسْ | نُ تسامَتْ عن جَفْوةٍ ومَلالِ! |
وتسامَتْ عن اللُّغُوبِ.. فلن تَلْقى | وَنىً من رِحابِهِ.. أَو كَلالِ! |
جَلَّ رََّبي.. ففي البُكور أُلاقي | وَحْيَ رُشْدي منه. وفي الآصالِ! |
أنا مِنْه في جَنَّةٍ وَشْيٍ | وظِلالٍ تُحِي بِسِحْرٍ حلالِ! |
إنَّ لي في الأواخِرِ اليَومَ ما لَم | أَلْقَهْ قَبْلُ في السنين الأَوالي! |
فالعَصِيُ .. العَصِيُّ أَمْسى مُطِيعاً | من قوافٍ رَطيبَةٍ كالدَّوالي! |
وحَياتي شِعْرٌ وحُبٌ. فإنْ زالا | فإِنَّي أَعُودُ كالتَّمثالِ! |
لا تَزُولا عَنَّي. فقد تُؤْثِرُ الرُّوحُ | إذا زُلْتما بِوَشْكِ الزَّوالِ! |
وأراني في نَجْوةٍ منه فالنُّورُ | يُغشَّي فدافِدي وجِبالي! |
*** | |
هو فَضْلٌ من صاحِبِ الحَولْ والطَّوْلِ | وعَوْنٌ من رَّبنا ذِي الجَلالِ! |