الذكريات
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ذكرياتي تُمزِّقُ مِن قَلْبي | وتُشْجي حِسيِّ الرَّهيفَ ولُبِّي! |
أيَّها اسْتَعْرضَ الضَّمِيرُ تبدىَّ | شَرِساً.. حانِياً.. مُشِيحاً.. مُلبِّي! |
يا لَها مِن دياجِرٍ يَبْزَغُ النُورُ بأطْرافِها.. فأُبْصِرُ دَرْبي! | |
ولقد تَطْمِسُ الدَّياجي سنا النُّورِ فأسْرِي على ضَلالٍ ورُعب! | |
ربما صِرْتُ من رُؤاها كطَيْرِ | وادِع.. أو مواثِبا مِثْلَ ذِئْبِ! |
قد يكونُ الحبيبُ منها كَرَوْضٍ | ويكونُ الرَّهِيبُ منها كجُبِّ! |
أسلمتْني حِيناً إلى الفَرَحِ الحاني | وحينا إلى اكْتِئابٍ وكرْبِ! |
يالَ حِسِّي الذي يُؤَجِّجُ ناراً | في حَناياي.. من بِعادٍ وقُرْبِ! |
لتَمنَّيْتُ أن أكونَ كصَخْرٍ | ما تَلَظَّى ولا أنْتَشى بالتَّصبِّي! |
أَوْ كبَعْضِ مِمَّنْ أرى.. وهُمْ الكَثْرَةُ يَشْدُونَ من أُهَيْلي وصَحْبي! | |
لَيْتَني مِثْلَهم. فما كنْتُ أَشْقى | كَشَقائِي هذا يَشُقُّ كَعَضْبِ! |
إنَّ بعض الغَباءِ بَعْضٌ من | النِّعْمةِ يا لَيْتَني أعِيشُ كَسِرْبي! |
فأنامُ اللَّيلَ الطَّويلَ ولا أَشْقى بِسُهدٍ. وإنْ أَكُنْ غيْرَ صَبِّ! | |
كم تَخَيَّلْتُ والِدَيَّ.. يُحيلان خَسارِي إلى رَباحٍ وكَسْب! | |
فَهُما يَسْبِقان طَرْفي إلى الخَيْرِ | بإيثار عاطِفَيْن.. وحُبِّ! |
فإذا ما اشْتَكَيْتُ مَسّاً من الضُّرِّ | شَكَوْا مِثْلَهُ.. وضاقُو بِرَحْبِ! |
وهَمَتْ مِنْهُما الدُّموعُ فَوَيْلي | بالذي يّذْرِفان منه.. وحسبي! |
وتّذّكَّرْتُ إخْوَتي.. وكُنَّ . وكانُوا | كنَميرٍ بَرْوِي الظَّمأ ويُسْبي! |
ما أُحَيْلى أَصْواتَهُمُ. وهي تَشْدُو | بافْتِخارٍ إذا نَعِمْتُ. وعُجْبِ! |
فَكأَنِّي نعماؤهم.. رَحِمَ الله رَعيلاً مِنْهم. ولم أَفْضِ نَحْبي! | |
*** | |
وتَذكَّرْتُ ثُلَّةً مِن رِفاقٍ | كلُّهمْ نِعْمَةٌ من الله رَبِّي! |
كالرِّياضِ التي تَضُوعُ بِنَفْحٍ | مِن زُهُورٍ تَظَلُّ تَخْتالُ جَنْبي! |
وثِمارٍ تُغْنِيكَ عن كُلِّ رَطْبٍ مِن | شَهِيِّ الطَّعام. أَوْ عَذْبِ شُرْبِ! |
عِشْتُ ما بَيْنَهُم سعِيداً.. وعاشُوا | سُعداءً بِصَفْوِ وُدِّ وعَتْبِ! |
خَلَّفوني من بَعْدِهمْ في اشْتِياقٍ | فَفُؤادي بِهِ حَزِينٌ. وهُدْبي! |
*** | |
ذِكْرَياتي أَنْتُنَّ فِرْدَوْس نَفْسي | حِين أَلْقى بِكُنَّ حُبِّي المُوّلِّي! |
وجَحِيمي إذا بِكُنَّ تَذكَّرْتُ | بَلاءً أَزْرى بِحِسِّي وعَقْلي! |
غير أنّي أهْفو إلَيْكُنَّ باللَّيْلِ | ففيه الشُّجونُ بالصَّدْر تَغْلي! |
إنَّ عِلْمي بالناس أصبح يغتال | ضَميِري. فأشْتَهي اليوْمَ جَهْلي! |
رُبَّ ماضٍ ذَكرْتُهُ فتذكَّرْ | تُ رِجالَ العُلا. ووَقْتَ التَّجلِّي! |
شَدَّ ما أَشْتَهي الرَّحيل فَبَعْدي | لم يَعُدُ يَرْفَعُ اللِّواءَ كقَبْلي! |
ليس كُلُّ النَعْماءِ تُرْضي حًَنايايَ | فَبَعْضُ النَّعماءِ حَظُّ العُتُلّ! |
وأَنا لَسْتُ بالعُتُلِّ وما أَرْضى | بِعَيْشٍ يَطْوي المُضيءَ سِجِلِّي! |
إنَّني أَبْتَغِيهِ عَيْشاً كريماً | ولَئِنْ كانَ في افْتِقارٍ ومَحْلِ! |
ربَّ عَيْشٍ على الرَّغادةِ والنُّعْمى كَرِيهٍ بِخِزْيِهِ والتَّدَلِّي! | |
*** | |
يا فتاتي التي تُضيءُ طَرِيِقي | أَرْقِبيني فقد توسَّدتُ رَحْلي! |
مَجِّدِ اللهَ يا ضَميري. فقد | عِشْتُ بِقَوْلي مُحَرَّراً. وبِفِعْلي! |