بأبي هائمةٌ زفّت لهائم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
طرقتني فجر يوم المولدِ | وأبوها عاكفٌ في المسجدِ |
فالتقى الثغرانِ رغم الحسَّدِ | وكلانا مُتعب القلب صدي |
** | |
غادةٌ لم تخشَ إنذارَ أبيها | لا ولم تحفل بتهديدِ أخيها |
حين قالت أمُّها قومي اغنميها | ساعةً ، هيا معي لاتقعدي |
** | |
فارتدت ثوبَ أخيها وهو نائم | وأتت تحرسها ، والجو غائم |
بأبي ، هائمةٌ زفّت لهائم | موجعُ القلب جريح الكبدِ |
** | |
فشجا نفسيَ مامرّ ببالي | حين أبكاها شُحوبي وهُزالي |
قُلت صونيها فإن الدمعَ غالي | أدْمُعاً للروحِ لا للجسدِ |
** | |
ونشرنا وطوينا صفحاتِ | وسخرنا من أراجيف الوشاةِ |
وتصفّحنا سجلّ الذكرياتِ | برهةً واندمل الجرح النَّدي |
** | |
ثم قالت ورذاذ المطرِ | حبَس الطير ولمّا يطرِ |
هاتِ بنت النخل يابن العسكرِ | . لايطاق الصحو في ذا البلدِ |
** | |
هاتها بيضاءَ من خمرالعراقِ | كم بها حلّق بالندمانِ ساقِ |
ولنعاقرها معاً قبل الفراقِ | ثم قامت ونضت ماترتدي |
** | |
يالمرآى شاعرٍ يُسقي غريرة | ويناغيها بالحانٍ مثيرة |
ولمرآى غادةٍ نشوى صغيرة | وهي تسقيهِ وكم قالت : زدِ |
** | |
وشفينا إذ سكرنا الغُللا | وتغنّت بهوانا كيف لا |
فانتشى الكونُ وقد أصغى الى | صوتها العذبِ الحنونِ الغَردِ |
** | |
واعتنقنا يالها من لحظاتِ | هي سرّ العيشِ بل معنى الحياةِ |
من رآنا خالنا صرعى السّباتِ | . آه لو كان سباتاً أبدي |
** | |
وترشّفنا حُميّا القُبل | وتركنا النومَ للغرّ الخلي |
وتحدّثنا عن المستقبلِ | وأزحنا الستر عن دنيا الغدِ |
** | |
وأفقنا واذا بالشيخِ قادم | وكِلانا مطمئنُّ النفس ناعم |
وافترقنا ولتقُم شتّى المزاعِم | . فلظى ، مأوى الأثيمِ المعتدي |