أيّهذا الشاعر
أيّهذا الشاعر المغترب الباكي أصيلا | |
حسبك الله تجلّد واتّئد واهدأ قليلا | |
وأصِخْ لي واتخذني يا أخا البؤسِ خليلا | |
فكلانا لم يجد إلا الى ( الآل ) سبيلا | |
** | |
يارفيقي يارسول الحبّ في دنيا القلوبِ | |
مالذي أشجاك ؟ هل سُخريةُ الآلِ الكذوبِ | |
أم شحوبُ الشمسِ أم ماتركت بعد الغروبِ | |
أم هجومُ الليلِ بالأشباحِ في الشاطي الصخوبِ | |
** | |
كفكف الدمعَ فما أثمن دمع البؤساءِ | |
هو عند الله أزكى من دماءِ الشهداءِ | |
وادّخر ماتركت منه العوادي للشتاءِ | |
عندما تهتفُ ذكرى الصُبحِ في صمت المساءِ | |
** | |
هاكَ كوبي واغتبق في مأتمِ الفصلِ الغَضُوبِ | |
علَّ في النهلةِ مايشفي ولو بعضَ الريوبِ | |
والتمس للنفسِ والقلبِ عزاءً في شُحوبي | |
فالخطوبُ الغُبر لم تترك بكفّي غير كوبي | |
** | |
ياطريد الدهرِ والنحسِ قرين الشُعراءِ | |
سائل الليل فبي مابك من داءٍ عَياء | |
وكِلا الداءين من دنيا المآسي والعناءِ | |
فالأذى والبؤسُ فيها حظُّ أبناء السماءِ | |
** | |
إن تسلني فانا ابن الريبِ مذ كنتُ صبيّا | |
آه ما أشقى الذي يوهب حسّاً شاعرياّ | |
الشجَى والأرَقُ امتصا السنى من مُقلتيّا | |
كذبوا والله لم أُطفىء سراجي بيديّا | |
** | |
كم رمى الأوغادُ والأهدافُ أفذاذٌ كرامُ | |
آثروا الصمت وغبنٌ أن يصابوا وحرامُ | |
وقديماً قالها شاعرنا الفحلُ الهمامُ | |
" ما أنا منهم ولكن معدنُ التبر الرَّغامُ " | |
** | |
الأكاذيبُ وقد طال سكوتي والقعودُ | |
أصبحت رائجةً ، لاعاشَ في الناسِ الحسودُ | |
يُوقدُ النارَ فيصلاها ، وتخبو ، فيَعودُ | |
والأراجيفُ سلاحٌ والنّميماتُ جنودُ | |
** | |
آه من عا صفةٍ هوجاءَ في نفسي الشقيّة | |
زلزلت قلبي ، وأودت برؤاهُ الذهبية | |
أنا في طخياءَ كم للهمِّ فيها من ضحيّة | |
لم تغيِّب شاعراً إلا ووافته المنية |