بأبي وأمّي من مددت لها يدي
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
بأبي وأمّي من مددت لها يدي | بعد العِشاءِ مصافحاً في الأحمدي |
غيداءُ عرّج بي عليها أغيدٌ | في دارها أنعم بذاك الأغيدِ |
لبّيت داعيها وصافحَ قلبها | قبل اللقا قلبي وقبل تقيّدي |
ذُقت الهوى وكأنني ماذقته | حتّى دخلتُ ولامَست يدَها يدي |
الّفت بيّن جماله وجمالها | في ليلةٍ أدمت قلوبَ الحسَّدِ |
قد كان لي رأيٌ فلما زرتها | أيقن ان الحُسن حسن الخرّد |
أكذا الهوى ومذاقه في فجره | ما كان أحلى الحب عند المولدِ |
الآن طب ياقلبُ وارقص في السما | فلقد سقتك وجنّحتك وعربدِ |
والآن ياروحي الحبيسةُ رفرفي | واستلهميها في السماءِ ، واوردي |
والآن يانفسُ اطمئني واشهدي | أن لا حبيب سوى " فتوحَ " وأشهدي |
إني أعود بحسنها وبقلبها | وبروحها من كل واشٍ مفسدِ |
وألوذ من كبد الحسود بجفنها | وبقدها من شر كل مفند |
شرقيةٌ تسبيك لاغريبةٌ | بجمالها الموهوب فاعشق وافتدِ |
ملكت عليّ مشاعري بحديثها | وبلطفها وذكائها المتوقّدِ |
فملاحةٌ وسماحة وصراحةٌ ورجاحةٌ بالعقل فاشكر واحمد | |
دُنيا من الأشذاء والأضواء في | فستانها الزاهي الرقيقِ الأسودِ |
أين الغزالةُ في الضحى من دلّها | وبهائها فاخشع وكبّر واسجدي ؟!! |
أين الزهورُ اذا الزهورُ تفتّحت | عن لؤلؤٍ في طيبها وزُمرّدِ ؟؟ |
أين القطا والبانُ ان هي أقبلت | بتمايُلٍ أو أدبرت بتأوُّدِ ؟!! |
بمهفهف وبأتلع وبناعس | وبأشقرٍ ومقرمزٍ ومورد |
أين الأسنةُ والظُّبى من جفنها | ذرها تصولُ علىالقلوبِ وتعتدي |
وتثيرُ في أغوارها ميتَ الهوى | لتعيشَ في نور الإله وتهتدي |
ماقيمة الأرواح ان لم ترتشف | خمرَ الغرامِ ، وتحترق في المعبدِ |
فهنا السموّ هنا النعيم هنا المنى | وهنا السعادةُ والخلودُ السرمدي |
حسناء إن أشكو الزمان فإنه | حربٌ على الحر الأبيّ الأمجد |
قد أوصد الأبواب في وجهي فكم | من مأربٍ لي لم أنله ومقصد |
والنحس منذ طفولتي خدني فيا | لشقاء موتور الفؤاد المبعد |
حوراءُ يادنيا العرائسِ والرؤى | أنا في الكويتِ أخو الشقاءِ فأسعِدي |
الله في ابن الارض يابنت السما | قد تاه في القَفرِ المخيفِ فارشدي |
قضّى ربيع العمرِ فيه معذَّباً | يشكو أذى الدنيا وجورَ الأعبُدِ |
يستعرضُ الأحلام وهي عوابسٌ | طَوراً ويهتف بالطُيوفِ الشرُّدِ |
وبه كبا عند السباقِ جوادُه | يالتعاسةِ والعذابِ المُقعِدِ |
ماراع مثل الشمسِ تكسفُ في الضُحى | والوردُ يسقط وهو فوّاحٌ ندي |
فصليهِ يادنيا الأماني واصدعي | قي قلبه شمل الشجونِ وبددي |
وبحقّ "مريم"كفكفي عبراتهِ | وبحقّ " عيسى " علليه وزوّدي |
قالت وقد مسحت دموعي لاتنُح | ومعي اغتبق ياعندليبُ وغرّدِ |
قد قيل لي بالأمسِ انك شاعرٌ | فاشرب على نخبي فلم أترددِ |
ماكان أرخم صوتها وأرقّه | حين انتشت وشدت وقالت : أنشدِ |
فشربت ثانيةً وثالثةً الى | سبعٍ ، وقالت خذْ وزد وبيَ اقتدي |
أنشدتها والكأس في كفي ولي | قلبٌ يحوم على مراشفها صدي |
فترنّحت طرباً وكم من كاعبٍ | طارت بالحاني وكم من أمردِ |
فإذا بثالثنا يفيقُ منبّها | ومحيّياً بصبوحه صُبحَ الغد |
فتَنهّدت لتنهّدي وأثار في | أعماقها ما قد أثار تنهّدي |
وهناك قُمنا للوداع ويالها | من ليلةٍ فيها صفى لي موردي |
مرّت مرور الريحِ واشوقي لها | من مُسعفي ؟ إن لم تعد من منجدي |
فلحسن حظّي أنني لم أنصرف | حتى ظفرتُ بقُبلةٍ وبموعدِ |
ياصاحبي قد كان ماشاءَ الهوى | فإلى الكنيسةِ سر بنا لا المسجدِ |
إن قيلَ جنّ فإنّ عذري واضح | أو قيل تاه ففي يديها مقودي |
أو قيل ضلّ فلست قبل زيارتي | وتدلّهي .. بالزاهدِ المُتعبّد |
يامعشر المُتعصّبين رويدكم | أمن الرّغام قلوبُكم والجلمدِ |
بالله هل تُطوى السماءُ إذا هفا ؟ | وصبا لمشركةِ فؤادُ موحِّدِ ؟ |
فاليوم قادت من تُحبُّ لدينها | وغداً يعودُ بها لدينِ مُحمّد |