عصر يهوذا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وكان " يهوذا " هناك | يقبل رأس " المسيح " | ويشرب نخب الإله | وفي كل رشفة كأسٍ يصلّي | يناجي .. يصيح | يعيش الإله | يعيش الرسول ، وشعب الرسول الذبيح | ويقرأ مستغرقاً في خشوع | حكايات من صُلبوا في الطريق | وفي عينه يرقص الحزن | تبكي الدموع | وفي صوته يتعالى حريق | ********** | وعند الصباح يموت النهار | ويرقد فوق الصليب الرسول | وخلف السجون يعاني ، يموت الإله | وتغرق "روما" بأحزانها ، بالذهول | وتًدمي المسامير والشوك وجه الحياة | ويبدو هناك "يهوذا" بقصر الزعيم | يغني يدق الطبول | " يعيش الزعيم العظيم | يعيش الذي شد كل الجباه | إلى الشمس .. شد عيون الحفاة " | وفي جفنه يرقص الحقد ، يطفو المرح | وفي شفتيه الطحالب تنمو | وفي صوته يتلوى الفرح | ********** | مشيتُ ... | مشيت بأقدام قلبي | لعلي أحس على الأرض صدقا | لعلي أعانق حقا | مشيت مع الشمس غربا | رحلت مع الفجر شرقا | وجدت - يهوذا - هنا يأكل الجائعين | ويسمع أقوالهم في شجاعة | وكان هناك يداعبهم خائفين | ويأكل أحلامهم في براعة | "يهوذا" هنا .. وهناك الأمين | وصاحب كل الطقوس المباعة | ونحن البضاعة | ونحن الجموع المضاعة | نغير لون الوجوه | نغير أدوارنا كل يوم ليرضى الزعيم | لكي لا نتوه | ويُلقى بنا غاضبا في الجحيم | ********** | كفرتُ بهذا الزمان | بكل الزمان | كفرتُ بصمت الكهوف | بلون الحروف | بهذي القصيدة | بكل قصيدة | بكل عقيدة | بدين "يهوذا" | بعصر "يهوذا" | بما تكتبون | بما تقرأون | تعالوا لكي تصلبوني | لكي تنقذوني | فاني كفرت بعصري | بنفسي | بإنسان عصري | فلا ترحموني | فلا ترحموني | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عبدالعزيز المقالح) .