جَاءَ البَرِيـدُ بِقرطـاسٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
جَاءَ البَرِيـدُ بِقرطـاسٍ يَخـبُّ بِـهِ | فَأَوجسَ القَلبُ مِنْ قِرطَاسـهِ فَزعَـا |
قُلنَا: لَكَ الوَيلُ، مَاذَا فِي صَحِيفَتكُم ؟ | قَالُوا : الخَلِيفةُ أَمسَـى مُثْبَتـاً وَجِعَـا |
مَادَتْ بِنَا الأَرض أَوْ كَادَتْ تَمِيدُ بِنَـا | كَأَنَّ مَـا عَـزَّ مِنْ أَركَانِهَـا انْقَلَعَـا |
ثُمَّ انْبَعَثنَـا إلـى خـوصٍ مُضَمَّـرَةٍ | نَرمِي الفِجَاجَ بِهَا مَا نَأتَلِـي سرعَـا |
فَمَـا نُبَـالِـي إِذْ بَلَّغـنَ أَرجلنَـا | مَا مَاتَ مِنهـنَّ بالمَرمَـاتِ أَوْ طَلعَـا |
مَنْ لَمْ تَزلْ نَفسُه تُوفِي عَلَى شَـرفٍ | توشِكْ مَقَادِيرُ تِلكَ النَّفسِ أَنْ تَقَعَـا |
لَمَّا وَرَدْتُ وَبَـاب القَصْـرِ مُنْطَبـقٌ | لِصَوْتِ رَمْلَةَ هُدَّ القَّلـبُ فَانصَدَعَـا |
ثُمَّ ارْعَوى القَلبُ شَيْئاً بَعـدَ طِيرَتِـهِ | والنَّفْسُ تَعْلَمُ أَنْ قَـدْ أثْبَتَـتْ جَزَعَـا |
أَودَى ابنُ هِندٍ وَأَودَى المَجـدُ يَتبَعُـهُ | كَانَا جَمِيعاً خَلِيـطاً سَالِميـنَ مَعـاً |
أَغَرُّ أَبلَـجُ يُستَسْقَـى الغَمَـامُ بِـهِ | لَوْ قَارعَ النَّاسَ عَنْ أَحْلامهـمْ قَرَعَـا |
لاَ يَرقَعُ النَّاسُ مَا أَوهَى وإِنْ جَهَـدُوا | أَنْ يَرقعُـوه وَلاَ يوهـونَ مَـا رَقَعَـا |