سكن الليل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
في حديقة عامة | ذات أضواء وأطفال وريح | جلست السيدة الجميلة | تغني | كلما مر عابر | قذف وردة واختفى | بقيت هناك طوال الليل | لتلقي وردة للريح | واختفت | في أوراق الأشجار | مقهى جيلاتو | عندما كنت تطوين | ورقة " المنيو " | على شكل طائرة ورقية | الطائرة الــ رسمتِ مقاعدها بأحمر الشفاه | كنتُ وقتها -فقط - قد أيقنت أن السماء لعبة كبيرة | هي الجالسة في الموسيقى | كانت تدرك .. | أن الطائرة ورقية فقط | لذا مزقتها إلى جزءين | علمتني دون أن تدري ! | أن " اليود " | عنصر كيميائي | يوجد على امتداد الساحل | لكنه قد يصل من شفتيها | عبر فوهة " المعسل " | إلى الرئة المقابلة تماماً | هناك رجل يحدق من بعيد | كان يدون ملاحظات سريعة | حول الزبائن المخلصين | الذين يتركون شيئا | من ذكرياتهم على الطاولة | - حتى لو كان اندلاق كوب القهوة عمداً - | الطاولة التي تبعثرت حقلا | من هزة كتفيها الراقصين | حينما بدأت الاسطوانة | تعزف لحنا لعبد الحليم حافظ | بإيقاعات جديدة وسريعة | مع ذلك لم أنكر الأغنية | لأن رقصة كتفها | كانت أصيلة ! | هي سألت عن الحب | وبالكثير من الخشوع | مررت أسئلة جيدة | تشبه الطائرة الورقية تلك | في الخفة والإتقان | أسئلة عائمة | لكنها مستقرة في عينيها | مثل رجاء وحيد ! | ... | .. | أنا الهائم | من الدقة في الجينز | قلت كثيرا عن الحب | عن ألوان الجدران الزاهية | في المقهى | تلك الألوان الـــ تبدو | متناقضة لأول وهلة | كبدايات الحب | .... | .... | قلت كثيرا | عن رجل سيغيب | طويلا في السرد | ويغني يوما | في مقهى "جيلاتو " | لكن لوحده | دون طائرة | دون رقصة الكتف | ودون عناصر كيميائية | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (محمد خضر) .