لوحات زيتية في غرفة مغلقة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
-1- | كان اسمها وردة ... | تدلعها الجارات يا "وردية" | تمازحها صديقاتها ... | بالغازات و خرطوم الري ... | كي تنمو قليلا ... | ولأول مرة سمعت | بالمثل ... | (كل شخص له من اسمه نصيب) | صارت تتخيل أن لديها بتلات | و أوراق متدلية من جانبيها | و عالم من الكلوروفيل | كان حلمها الوحيد .. | أن تذبل في أعماق النهر !! | .................................... | اليوم و بعد ثمانية أعوام | أسمع خبرا عن رحيل وردة .. | ...................... | ...................... | ..................... | ماتت وردة !! | تاركة قطرة ندى ضخمة | في عيون | من قطفوها كثيرا !! | -2- | سماء بالية | تحمل أوهامها | في سلة الأفكار | تسقط قطعا صغيرة | في كل مرة .. | على الأرض ال ما عادت | ترفض الزبد .. | أحيانا تكون القطعة | اكبر .. | لذا لا غرابة .. | إن خدشت العابر .. | ولا غرابة .. | إن حفرت أخدودا جيولوجيا | صغيرا .. ومجوفا | لكن يكفي | لصنع حلقة نقاش !! | هذه السماء التي صارت | تشبه جذور الفطر | من قعورها | ليست لغزا و لا حكاية | إنه سقف غرفتي .. | أيام المراهقة الجادة .. | تلك الغرفة .. | التي كبرت الآن .. | لدرجة أني | لا أرى سقفها | بالعين المجردة .. | -3- | البلدة المنصهرة | في فوضى الكهرباء والإسمنت | تغالب عشاقها القدامى | منحوها الحنين في بطاقات السفر | ومنحتهم الأغاني الشعبية ... | البلدة ذات المداخن العالية | مثل حرائق في الأساطير | تكومت بالناس المطليّين | بألوان الحياة الديناميكية | صارت البلدة تشبه ناسها | وهاهي تغني بألحان جميلة | سطّرها رجل مدفون الآن | في أحشائها | |