و ستعلمين عزيزتى |
علم اليقين |
أنى عرفتك ذات يوم |
منذ الآف السنين |
ثورية تهواك أجنحة القتال |
قوية فوق الثرى |
تشجيك ابعاد الحديث |
و مخرج اللحن المسافر للورى |
ماذا اصابك يا ترى |
ماذا تردّد فى سمائك |
و استثارك |
ثم سوّى فيك شاهد مقبرة |
ِبينى عليك الله يا هذى |
و قولى ما جرى |
إن كنت يوما تخدعين |
او كنت تمشين انتهاكا للطريق |
و لا عليك بما يشين و لا يشين |
قُولىِ |
فمثلى لا يلين |
قُولِى |
أتوك بما يروق |
و ما تثير اللب روعة منظرهْ |
جاءوك بالورق المسطّر آخرهْ |
ملاوا فراغ العقل فيك |
و حطموا جدران ماضيك العظيم |
و دمروا بالجهل |
أبراج الكنوز الفاخرهْ |
قالوا كثيرا |
يا لها |
من فرصة الذهب الوضيئة |
يا لها |
من ساعة الحظ المباغت |
يا لها |
من لحظة الزمن التى تأتى |
الينا بالعيون الساحره |
كانوا شياطين الكلام |
و كنت أنت الخاسره |
الان يا أكذوبتى |
قطعا عرفتك |
ثم جئتك حاملا أسفى |
لانى قد ظللت احبك |
و احسرتاه على الذى |
أمضى زمانا قربك |
ينمو سريعا |
لا يحس و لا يَرى |
وكفَى بمثلك ان يباع و يشترى |
وكفى له حلم سرَى |
وكفى بظلك أن يموت تحسُّرا |
و يعيش بين مذلتين |
ان جاءك الهجر الُمقطّر |
من زوايا جمرتين |
يحمل الموت البطىء |
فلا تظنى انه |
قد عاش مبتور اليدين |
يلقى طواحين الهلاك |
تريّثى |
فغدا يميتك مرتين |
يا وردة |
جفت على صدر الزمان |
تضاءلت |
دُفنت على قبر اللجين |
فلترقبى بحر الرياح |
توضئى لله حبا و انشراح |
ثم صلّى ركعتين |
عرّىِ ذنوبك فى الممرات القديمة |
فى دهاليز الحسين |
و تقربى لله زلفى |
ثم صومى |
ثم قومى |
للحجاز |
و تلفحى أوراد شيخ عابد |
قضّى الحياة على بساط الاعتزاز |
الله يهدى من يشاء |
فهل يشاء ؟ |
يهديك للدرب القويم |
و للطهارة والاباء |
نحو النجوم الثاقبة ؟ |
الله أعلم بالخفايا |
و الخلال الغائبة |
قد جئتنى فوق انهزامك طفلة |
تهب الوعود الكاذبة |
!!! |
و ستعلمين عزيزتى علم اليقين |
سطحية بالحق كنت غريبة |
كالطفل أنت توافقين |
همجية تمشين فى سقف الحياة |
و تفرحين |
و ستعلمين بما تجئ الدائرات ستعلمين |
يوما قريبا تعلمين |
لا |
لن اكون الشامت الباكى عليك |
و لن اكون الراهب الشهم الامين |
!!! |
و ستعلمين عزيزتى علم اليقين |
انى نبذتك من حياتى |
بعد ان زال الغطاء |
وكشفت وجهك للرياح |
و صار صدرك فى العراء |
و ستعلمين عزيزتى علم اليقين |
لو كنت أعلم أنّنى |
مزّقت إسمىِ |
بانتمائك لىِ زمانا |
استوائيا حزين |
وستعلمين عزيزتى علم اليقين |
لو كنت أدرى اننى |
متّعت قلبك بالاصالة و النقاء |
منّيت نفسك بالحضور |
لأجل رؤيتك امتدادا |
فى الصباح و فى المساء |
أو فى دروب العابرين |
برحيق شعرى |
و العبير يفوح من قلبى اليك |
لو كنت اعلم ان وجهك |
صار منبوذا لديك |
او صار فى حكم الزمان |
على الهوامش و الحدود |
اتبايعين الله قُربى تشترين |
ثمنا رخيصا بالعهود ؟! |
لو كنت اعلم كيف كنت تحدّ قين |
و ترقبين اذا اعود |
لو كنت اعلم انها |
تلك المرابية الحقود |
و اعوذ من شر الحسود |
المشرئب الى الشهادات ، النقود |
لو كنت اعلم انه |
مكر العيون يبين فيهم كالسماء |
و تبين تلك السيئات |
الموبقات ، المهلكات |
الظلم قتل الابرياء |
أنت الغريقة فى بحار الغدر |
تمشين التزحلق فى عجين الوحل |
تهوين الرياء |
و انا الرحيق على مياه الشمس |
ممزوج بقطرات العبير |
و كرنفالات الوفاء |
رأسى و صدرى كبرياء |
و علىَّ تاج |
وجهى خيوط الشرق |
ياقوت الكريستال المضىء |
على السراج |
و فى الجبين الصبح ذاب |
ان كنت اعلم انهم |
اهدوك مخطوطا لدفنى فى التراب |
أملوك دربك ثم هدوك |
انشطارا و اغتراب |
لو كنت اعلم انها |
جرثومة الكذب الطُفيلىِّ القبيح |
او كنت ادرى انه |
فى الاصل معدنك الصفيح |
لدعوت ربّى |
أن يذيقك زمهرير |
و يحقق الوعد الذى |
لجزاء شر مستطير |
اهداه من باع المواثيق ابتغى |
ثمنا قليل .. |
يحبو على جدر الرصافة |
يستخف ويستطيل |
كيف الرجوع لمن تدنّى |
للدنانير الحقيرة |
يستبدُّ على الدوام |
للنار يرجع ثم يأتى |
ثم يهرع ثم يبطىء |
ثم يسمع ثم ينظر |
ثم يصرخ ثم ينتفخ انهزام |
الله أكبر |
سوف تشبع انقسام |
و انا سأدعو الله قربك |
ان يخفف ما أراد |
و لك المراد |
ينشق ليلك |
فالاباطيل ارتوت |
صمتا و حزنا و ابتعاد |
الرعد ارعد |
ثم ازبد |
ثم دمدم ثم عاد |
الطبل و الريح انحنت |
صرخا و طرقا و ارتياد |
الله رد البعض لما سابقوا |
صحو المرافىء |
دثّرونى بالسهاد |
و غدا اعود على جدار الجأش |
امتد انطلاقا |
استفيق بوهج صحوى الغرام |
هيهات ما اجداك ياقوت الصدى |
لا لم تُشتت بعض افكارى الهزائم |
او تمكّن من منازلتى الخصام |
انا غير انّى كنت يا قدر الخصوبة |
أشرئب الى السلام |
لا لن تعودوا مثل ما جئتم |
حفاة فى الطريق |
تتلفحون الاقحوان |
و تستظلون الحريق |
تتناولون الموت فى زمن التناسل و اللقاح |
تتذوقون الكأس بحرا من جراح |
لو كنت أذكر اننى |
أبنى قصورك يا ارتياح |
او كنت أسكن فى صدورك اعتنى |
بمياه خدك يا سماح |
ما كان لحنك شدّنى |
او ضمنى فيض الصباح |
لو كنت اعلم ان اقول الحق |
فى وجه المغير المنحنى |
او كنت سيد هؤلاء |
وكنت غابة طلسم ِ |
ما صد هذا الروق |
جندول الغرام الغاشم |
غطّته أجسام الفراش |
و نام فى جوف الطمى |
لا البحر يقدر ان يذوب |
و لا صياح الانجم |
يقوى على صمتى |
يعشش فى دمى |
!!! |
عفوا |
مسابقة الخواطر علّمتنى |
ان اراقب مسلكى |
ابنى المدى |
زمنا وارقب وجهكِ |
تاجوج يوما قاومى |
فحذار من ان تهلكى |
!!! |
الله إنى كنت ميسور المواهب |
كنت أحلم أن اعيش بوردتين |
و بعض ماء |
قد كنت اسكن فى بريدى |
كنت صوفىّ الدعاء |
لا الحزن يقطن فى بلادى |
او يغرّد فى ازدهاء |
ذاك الذى ملك العقول |
و شدّ افئدة النساء |
و غدا نعود على جدارك |
نتسحم بماء صبرك يارجاء |
نبنى تلالك |
ثم نحلم بالكساء |
وغداً نعود . |