ما تبقى من العمر إلا الكثيرْ. |
ما تبقى من العمر إلا الكثير، |
فماذا أسمي البياض الذي يتعقّبني |
غازياً أم أسيرا؟ |
قم من الليل، يا لابس الخيل كيما ترى |
أفقاً |
ناسكاً ونهاراً طهورا |
إن قلبي ينوس وحيداً وقد فارقته البواكير |
واستخلفته |
الأساطير |
ينزف ماء الزمان على الساعة الجامدةْ |
واحدةْ: |
كانت السنوات تعبّ العشيّات حتى شربنا |
على ظمأٍ |
جمر ذاك الضباب العفيف. |
واحدةْ: |
صارت السنوات تغرّد في متن غربتها |
وتبيح لنا من يباس سفينتها بيرقاً، |
وتدندن ساعاتها |
في الفناء الرهيف، |
* * * |
ما تبقى من العمر إلا يسير يقود يسيرا |
قد خبرت المدينة.… أبراجها واحداً واحدا. |
افترشت حصاني على بابها حينما لم أزل |
نطفةً في الأزل |
وتخيرت أجمل أسمائها |
من هديل الحروف |
ومسّ القبل |
قد عرفتُ المدينة … أنهارها والحصى |
ودعوت النخيل بأحرفه اللّينات وباركته |
شاهداً شاهدا |
فاشهدوا أنني: |
قد تحملت من وجد عشاقها ما تنوء به الذاريات |
ورأيت الذي لم ير الأولون ولا علم الآخرون. |
إذ سقيت بوادي القرى شربةً مست العظم حتى اكتوى |
واغتوى القلب من غيه ما اغتوى |
وتبدّت لي الفاتنات ثمانين حولا |
فلا أنا مستوثق من جنوني |
ولا أنا عن حبهن (أُرعوى) |
يا نساء المدينة اخفقن كالطير مبهمة في البكور |
وملهمة في السرى، |
قد تلبست منكن حرقة عيسى الصحارى وإبل القرى |
فأنا مهلك ناقتي بينكن على ملأٍ لأرى. |
وأنا مستعيذ من الشدو بالصمت |
مستمطرٌ ديمةً أربعت، ورياحاً تسوق هوادجها البدوية |
في الماء، |
طالعةً من عروق السحاب، ونازلةٌ في متون اليباب، |
فلا كنت أول من نظر النجم يأوي الى ظلّها |
ولا كنت آخر من أبصرا. |
فإذا خاضت الناس في القول |
واستأنست زمناً أخضرا |
أعشبت طفلة الروح، |
وانفلقت حبة الصبح |
بين يديّ، فأطلقها |
غضةً بضةً |
تصف الكون باللون، |
والتمر بالمن، |
والراح بالروح، |
تكتب بيني وبين بنيّ المواثيق |
حتى إذا ما تغشّاني النوم |
ملت إلى القلب في دعةٍ |
ودعوت لنسلي بمغفرةٍ |
واسترحت لحرقة مجد الكرى |
* * * |
ما تبقى من العمر إلا و …إلا |
ما تبقى من العمر إلا بياض الصبايا يلوّح للطير |
أنا اهبطي من علٍ |
واشربي باقيات يقيني |
ما تبقّى سوى رعشة الثوب في بدني، |
واختلاج الأعنة فوق جوادي، |
وكأس حنيني. |
ما تبقى من العمر إلا التي راودتني صغيرا، |
اتعبتني كبيرا، |
البلاد التي. |
. . . . . . . . |
. . . . . |
. . . . |
. . |
سأغني لهودجها البدويّ، |
وأرقص بين يديها ومن |
خلفها |
مبصراً وضريرا. |