الوسائل الحسية لدعوة الطالبات
مدة
قراءة المادة :
5 دقائق
.
الوسائل الحسية لدعوة الطالباتهي الوسائل الدعوية التي تركز فيها الداعية على حواس الطالبة المدعوة، كحاسة السمع والبصر، وتعتمد على المشاهدات والتجارب والحركة والأدوات[1]، والوسائل الحسية التي يمكن أن توظف لخدمة الدعوة كثيرة، أذكر منها:
أولاً: أشرطة الفيديو:
تعد أشرطة الفيديو من الوسائل الحديثة الجذّابة الفعّالة في مجال الدعوة إلى الله، حيث يمكن إعداد مواد دعوية ملائمة ونقلها بالصوت والصورة للطالبات في أوقات مناسبة، كما يمكن تسجيل المواد العلمية والثقافية المفيدة التي يبثها التلفاز، ثم عرضها في أوقات لاحقة[2]، ويتميز الفيديو كوسيلة دعوية بانخفاض تكاليفه، والتحكم في تكرار عرض فقراته مرات ومرات حتى يتم استيعاب المطلوب، إضافة إلى تحليه بكل مزايا وخصائص التلفاز من حيث الجاذبية وقوة التأثير على المشاهد، والقدرة على نقل الأحداث الحية التي تجري في المجتمعات الخارجية إلى مجتمع المدرسة.
ثانياً: الحاسب الآلي:
إن الحاسب الآلي أحد الأنظمة الحديثة في الاتصال، وهو تقنية متطورة بالغة التعقيد، وقد اتسع استخدام الحاسب الآلي في جميع جوانب ومناشط الحياة، ومنها الدعوة إلى الله، لما يتمتع به من مزايا فريدة كتوافر عناصر الإثارة والتشويق في عرض الموضوعات المتنوعة، والقدرة على إثارة التفاعل بين الطالبات والمعلمة الداعية، وتوفير قدر كبير من الجهد والطاقة البشرية، والقدرة على حفظ المعلومات واسترجاعها عند الضرورة[3].
ويرتبط بالحاسب الآلي -كوسيلة دعوية- شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت)، وهي وسيلة رحبة فيها الكثير من الخدمات والوسائل والمواقع المفيدة التي تساعد في خدمة الدعوة، (فقد أصبح الإنترنت اليوم مرجعاً لكل باحث عن معلومة معيّنة، وملاذاً لكل طالب علم ديني أو دنيوي، لقد كان من الصعوبة فيما مضى الحصول على معلومات صحيحة وشاملة عن الإسلام في كثير من بلدان العالم، أما اليوم فقد اختلف الوضع تماماً، وصار الإسلام يقتحم بيوت الناس ومعاهدهم، بل غرفهم الخاصة)[4].
ومن المهم التنبه إلى ما يغلب على الشبكة العالمية من كثرة المواقع السيئة المفسدة، لذلك فلا بد أن يكون استخدام هذه الوسيلة من قبل المعلمات الداعيات أنفسهنّ ممن تأهلن بالحصانة والثقافة الدينية الكافية، وممن يملكن القدرة الفنية في التعامل مع أجهزة الحاسب الآلي، مع الحرص على توجيه الطالبات المستخدمات لشبكة المعلومات إلى المواقع الطيبة، وتحذيرهنّ من مفاسدها.
ثالثاً: وسائل الإيضاح المساعدة:
وتساعد على إتمام عملية التعلم على النحو الإيجابي المرغوب فيه، وتمكن الداعية من إعانة الطالبة على فهم الحقائق وإدراك المعارف واكتساب الخبرات التي تؤدي إلى نضوج الطالبة العقلي والإدراكي، كما تساعد في تقريب المعاني إلى أذهان الطالبات واستيعابهنّ للمعلومات، إضافة إلى تجنيب العملية الدعوية الجمود والملل والصعوبة.
إن وسائل الإيضاح المناسبة تعين على شرح حقائق الموضوعات الدعوية، وتفسير غوامضها وتوضيح أبعادها، وقد ترتبط بحاسة واحدة كالبصر أو ترتبط بمجموعة من الحواس حيث تتمكن الطالبة من رؤية الوسيلة أو سمعها أو شمها، وقد يحضر عينات حقيقية منها أو صوراً أو مجسمات مماثلة لها، وذلك عند تعذر فرصة رؤيتها على حقيقتها[5].
رابعاً: المكتبة المدرسية:
(تعتبر المكتبة المدرسية وسيلة مهمة للاطلاع المستمر، وتنمية الوعي القرائي لدى الطالبات، ففي المكتبة تستطيع الطالبة أن توسع مداركها بالاطلاع على مختلف كنوز المعرفة، وفيها مجال تربوي مهم لغرس عادات محببة في نفوس الطالبات، كحب القراءة والبحث)[6]، حيث تقضي فيها الطالبة وقت فراغها في القراءة الحرة أو المنظمة، وتطلع على العديد من المراجع الدينية والعلمية والأدبية.
كما يحسن تزويد المكتبة بالمجلات التربوية والدينية الهادفة التي تختص بشؤون المرأة والفتاة المسلمة، وبالأشرطة السمعية المسجلة المحتوية على المواد العلمية المتنوعة، وأشرطة الفيديو وأقراص الحاسب الآلي المدمجة التعليمة، والتي تطلع عليها الطالبة مع زميلاتها أو معلماتها، ويتاح لها استعارتها إلى منزلها، كما يحسن تزويدها باستمرار بما يجد في عالم النشر من كتب مناسبة للمرحلة الثانوية.
ومن الممكن أن يكون هناك مكتبة خاصة ملحقة بمصلّى المدرسة، كما يمكن إعداد مكتبة صغيرة لكل فصل، وتكون صورة مصغرة عن مكتبة المدرسة.
[1] ينظر: المدخل إلى علم الدعوة: محمد البيانوني ص 214 و283.
[2] ينظر: المدخل إلى التقنيات الحديثة في الاتصال والتعليم: د.
مصطفى فلاتة ص 302-304.
[3] ينظر: المرجع السابق ص 318-320.
[4] الشباب والانفتاح العالمي: د.
صالح السدلان ص 415.
[5] ينظر: أسس التربية الإسلامية: د.
عبد الحميد الزنتاني ص 477-478.
[6] دليل النشاط غير المنهجي ص 14، وينظر: تاريخ الحركة التعليمية في المملكة العربية السعودية: د.حمد السويلم ص 385، وطرق تدريس التربية الإسلامية: د.
عابد الهاشمي ص 458.