ذكرت الوئام
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وليل ذكرت به صبوتي | فعدت إلى الزمن الأول |
تجردت عن تبعات الجدود | وبتُّ عن الغير في معزل |
قست شهبه عن شكاه الهوى | وحدّقن شزراً ولم تحفل |
أبثُّ لها همَّ عصر مضى | فتبسم عن عصري المقبل |
سهرنا وشتان ما بيننا | وأين من المستهام الخلي ! |
أمان تسامت فمن أجلها | حياتي ، وفي شرحها مجملي |
وآنست في جنحه وحدتي | فبتَّ كأني في محفل |
سكون الدجى وجلال الغرام | جناحان للشاعر الأعزل |
وعاذله في الهوى لو درت | بحال المحبّين لم تعذل |
" ذكرت الوئام " فمن عبرة | تسيل ومن زفرة تعتلي |
كمالك جر عليك الفناء | أخا القرد ليتك لم تكمل |
كأن الدُّنا خص في واحد | فكل يقول الذي فيه لي |
وهاتفه راعها مقدمي | فلاذت بأغصانها الميَّل |
أيا ورق لا تذعري ، إننا | شربنا العواطف من منهل |
ولا تنفري سانحات المها | أصبت الأمان على المقتل |
ويا ليل ردد صدى من مضى | وأن كنت يا ليل لم تعقل |
فكم بثَّ مثلي أخو حسرة | إليك الغرام فلم تحفل |
ويا بدر كرر حديث الشُّجون | فلولا هوى بك لم تضؤل |
ايا ليل كم فيك من خاطر | لذي لوعة بالأسى ممتلي |
وكم مقلة فيك سهرانة | وكم غلَّة فيك لم تبلل |
تجلى بك البدر ربُّ الجمال | فهام بطلعته المجتلي |
أيا ليل هام بك المغرمون | لما فيك من عالم أمثل |
فراشاً بجنحك حاموا على | سنا البدر ينزل أو يعتلي |
على رغد أيها النائمون | فجفني بالغمض لم يكحل |
وياليل رحماك يا ذا الجلال | ويا بدر عطفاً فأنت العلي |