إبن الشام
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أسفا تبيت رباك ، وهي مدرّة | للرزق ، رهن الفقر والاملاق |
خدعوك إذ سمّوا قيودك حلية | ما أسبه الاصفاد بالأطواق |
لك في العراق جوانح ملهوفة | تشكو الذي تشكينه وتلاقي |
أني شآمي إذا نسب الهوى | وإذا نسبت لموطن فعراقي |
ويذيع منك البرق كامن لوعتي | فيدي على قلبي من الاشفاق |
رقت طباع بنيك فهي إذا انبرت | سألت كصفو نميرك الرقراق |
كم في الجوانح لي إليهم زفرة | كمنت ليوم تزاور وتلاقي |
ورسائل برقية مهزوزة | اسلاكها من قلبي الخفاق |
أما الهوى فدليله شرقي متى | ذكروا رباك بدمعي المهراق |
أرقت أجفاني فلو راودتها | غمضاً لما طاوعن في الاطباق |
قالوا : دمشق ، فقلت : غاية الربى | قالوا : لذاك تطاول الاناق |
أبن الشام سلام صب واجد | يهدي إليكم أكرم الأعلاق |
يهفو إليكم لوعة لا مدَّعي | ما أهون الدعوى على العشاق |
أنا ما بكيت الشعر ذل وإنما | أبكي الشعور يباع في الأسواق |
أنا للتجاذب نقطة إن سَّرني | لقياكم ساء العراق فراقي |
ما كان أصفى ما أسال من الهوى | هذا اليراع بهذه الأوراق |