الليل كمستنقع فجر يتبخر بالأبنوس |
يمسح بالماء الفسقي على جسدي الخامل |
وعلى الجوسق من زنديك |
أعض بنفسجتي |
وأصابع كفي تموء على الدفء البشري |
وفير لحمك يزداد معاشرة |
وبرودات الموت تراودني |
تلقي كفي على كفيك |
فنسي نعشا يجمع كل ثياب الأعراس |
ونهوي في عبق |
عبق |
عبق |
عبق |
ومن الكوة تنبجس الشمس |
وتدفع فوق الجسدين النكهين |
كفاكهة ناضجة |
أكداس ندي ملتهب |
والقوس الذهبي الصرف |
يكاد يمضي جديلتك الخضراء |
فتقدح فارسة في الليل |
ويفتح في الوعي نظام من ألق |
ألق |
ألق |
واضج كمستنقع فجر |
يتبخر بعد صلاة الشهوة بالأبنوس |
هذي اللحظة من لحظات التدنيس الطاهر |
في الفردوس |
لولا ندم ساور آدم بعد ضياع الجنة |
لا ندمل الجرح الطازج في حواء |
وكانت جنة وحشته |
والنهر أضاء كفانوس الزفة في المطر |
وترنم هذا المتوتر بالنبلة والقوس |
ما أصعب عودة هذا الحيوان المتكبر |
فوق سرير العرس |
بفروته صوب رحاب الفردوس |
ياآدم بهيما والليل بهيم |
خلصت صحراء العشق |
فإن هامت الآن |
فأين أهيم |
والسرطان الكوني يقلي أحجار الياقوت بعينيه |
ونهر الروح يضج بزلزال منقرض |
ومراهقة لبح اللّه النور على رفغيها |
في فرح |
وتشهى أن يبدع في غمازتها لثلاثين ضحى |
وأتم الإبداع في وخزة ليل |
تفرو من غير مواعيد عسلا |
ولكم أعمى بين طيور الأيل والطير علي |
غشيتني غاشية الرؤيا |
لأتم اللحن الملكوت بأوتار مقطعة |
يا من سمع لحن الألحان بلا وتر |
والخمر تدار بدون نديم |
والليل بهيم |
والروح سديم ضد سديم |
في الليل سألتك يا رب القيثارة |
إن ترخى للكسل العذب مفاتيحي |
أتعبني لغط أصابعك الغولية |
بالشجن الديني علي |
والحالك أغواني |
وتساقط نار الأحزان على خشب أحرقني |
ووقف حزينا |
لا يشبهني إلا الناي |
أروح الروح تعبا يا مولاي |
الناقة خاملة |
ونشاط الروح تثبط مرات |
وقدحت حصاتين طوال الليل فما اتقد العشق |
ولا اشتد حماس الروح |
إياك الصبر علي |
وثوبك يكشف أكثر مما كنت أبوح |
فلماذا تبكي إذا خمد الموقد واكتظ رمادا مثلي |
وتدفق عيناك كحوصلتي قبر تين تشفان بهجرة صامتتين |
أنا بيتك... إني في الليل مغطى بالقرميد |
سأكون الليلة ملكك |
أما بعد الليلة فالنجم يكون بعيد |
قلبت كتاب الموت وكان على الفصل الأول اسمي |
يتتوج بالزهر الأسود والهجر |
وعلى آخر فصل اسمك.. تاء طفلة شقراء |
وتحت طقوس التعميد |
سأكون الليلة |
ملكك صرفا |
أما بعد الليلة فالنجم يكون بعيد |
وقبل نهوض الغسق الأزرق |
نفتح كفيا العرقين قليلا فقليلا |
كالكهف |
ونهوي الريح وأصوات البحر |
وهسهسة الغيب المجهول |
وأنفك يرضع فوق قميصي |
بعد قليل تبدأ أشرعتي |
ما عدا المكث يلاءم روحي |
لا ترتعبي.. |
فأنا أرسم فوق الثياب الملتاعة |
فوق خبايا جسمك كل جروحي |
أرسم في دفترك المسودة كل جروحي |
لا أبقي جرحا واحدا لي |
أنت المالكة الآن... وعيدك يملأ كل الأعياد |
في الصبح أنا للناس |
وفي الليل أنا للمطلق |
ماذا أفعل |
لا يشفع لي جسدي |
فماذا أفعل |
وقميصي بيرق مقبرة للضجرين |
ومأوى لعصافير ليس لها في الأرض بلاد |
وعيوني قبابر حمراء مبللة |
حنجرتي تتذوق كل الأبعاد |
هل عمرك ذاق لسانك طعما واحدا للبعد |
فمن أنت |
لماذا التشنج |
لماذا صوتك كصوت قطاه في البر |
عشيا تسمع قصة ذئب |
أتخافين من النجم القطبي |
أتخافين من الريح وراء الشباك |
أتخافين دلافين البحر |
أخاف أنا |
وأغالب هذا الخوف بتحريك اللذة في زندي |
فتمسي الفقرات إذ ذاك نيازك حمراء |
وخضراء وسوداء |
أصير مفاعل ذري أكتظ مواعيد |
ونكبات وتوابيت |
لقفل باب الوهم عشية غادرت سريرك |
يا سيدة الوهم فأين أبيت |
موت واحد علمني الدنيا |
ونبي واحد علمني الإلحاح |
وحمل قناديل الرؤيا |
أراني الدرب السري لحصن الموت |
فما أتلفت في جدل في الليل |
كما إذ ذلك قناديلي |
رأيت وجودها في البئر الروحي |
هتفت.. |
إذن سأراكم |
فاختلج البئر وغابوا |
فتح الباب .. |
وتم طلاسم فوق الباب |
طيور من فضة سوداء |
يتابعهن عقاب |
وكان هنالك دهليز غموض ينزل في الغيب الموحش |
ثم يضيق ويلتف دهاليز |
هنالك عليت وعلق فوق عظام لغريب كفني |
نهشتني أنياب لا فك لهن |
تركن تسوسهن قريبا من حزن الروح |
وماجة في العفن الزفرة |
عناكب تتناكح فوق وجوه الموتى |
تثقب جفناي بيوتا للنمل الأحمر فاستأنست |
لأن العالم أكثر من ذلك عذبني |
ونزلت وكانت ظلمة روحي تكتظ |
وتنكشط الأعماق بخوف من أزرق لازمي |
ببنفسج أبيض سري |
مؤتلقا في حلقات ينطق وصلا و عناقا |
وعتاب زمان طال بلا تجربة |
والتف الهمس علي كزند عروس |
عبق.. دبق .. عرق.. |
كشف المحجوب |
وحمحم في الزمن المغلي حصان أبيض |
طفل عسلي الذيل |
يسلط عينيه علي فيغسلني |
وأرجع طفلا |
ويصير نزولي إذ ذاك صعودا في ذاتي |
وترامى الهمس السري |
تأمل في ذاتك أنت الصفر إذا شئت |
وأنت الرقم ألا متناهي |
أخذتني الغيبوبة شوطا جدليا |
وتمازح وحي الألوان ووحي الأجراس |
وأوشكت أراك فأنت إلهي |
فهنالك نهر فاغتسلوا |
وتعالوا في الليل بهذا العري المطلق |
فالباب سيفتح ثانيتين إلى الشق الفاسق |
بين الخنصر والبنصر في قدميها |
المدن فتين من السقا |
كشف المحجوب دعوني الآن أتم الرؤيا |
وتندى وجهي .. وعرقت شفتي |
والتهبت عيناي |
كما كرتين من اللهب الأزرق تتقدان |
بدمع زيتي اخضر |
وانغمست قدماي بسماء أخرى ونظرت |
سماء تحتي وسماء فوقي |
وتعجان عواصف أكثر من شبق العشق |
وشحيرة نور كان العشق |
وكان الموت مجاري أرضية تحمل جيفتنا |
لمحيط البهجة والضوء |
وألف لسان في الجيفة منغمس.. فأشحت |
وكان مصير الإنسان من القسوة كالوحش |
يقود الأجساد الحلوة في وحل الموت |
ويتركها تتخمر في المخمر بضع سنين |
إلى هذا الحد أبيع القول |
وإن كنت رأيت وراء السر |
فإن العودة للإنسان وحمل السيف مع الفقراء |
هو اللّه جميعا |
وابتدأ اليوم الأول في الدنيا بمظاهرة |
وحجار وملفات |
ومراهقة ترسم وشمين على زندي بعود أخضر ريحان |
يزرع دغدغة وأنا أخضل وأخرج من حلم |
وأكاد أجر الحلم وما فيه من الزنبق والأطياف |
إلى الشمس ورائي |
أوشكت.. |
ولكن أول زنبقة خرجت لليقظة أفزعها عالمكم |
وارتج عليها |
فالخارج من حلم لا يرجع ثانية |
والداخل في حلم لا يرجع ثانية |
جمعت ندى الليل على زندي المخضلة بالتفاح |
لا مسح عفتها بأصبع عاشقة |
فأفاضت عسلا |
أورث كفي مراهقة |
وهوى اللمس |
وحين تشدان على وبر نسوي في الليل |
تمجان روائح خضراء |
ونكهة تبغ محترق |
وتضج أفاويها على الرفع |
فأخرج بالرحمة من أجداث الخوف كأيوب |
من الكهف كأهل الكهف |
غريبا تتفرس في صبايا لا أعرفهن |
فأهوى واحدة بالعشق |
أنا قادم من كهف |
ولثماك قبل النضج قليل فأحببني |
ليأت البحر |
سأغسل من منظري الكهل |
وارتد إليك رهف الخصر فتى مكتمل الصبوة |
أنساب عذوبة نهر في الصيف |
واخجل منك |
وعيناي كما فرح المرجان من الرغبة والحس |
خدني لأنام لديك |
لعل ضجيج الجسد الدافئ يشفيني |
وخذنني لننام سويا فنجوم البحر تنام سويا |
ناعمة البال مرصعة باللؤلؤ |
تعترف الحس بصمت |
وتناغم مشبوبا حذار كالوعي |
كأن كيان اللذة بح ممارسته وتفتق تجريدا |
وتماوج في الماء ليسكن عمق البحر |
يموج برفق لا يوقظ هذا العشق الأبدي |
نجوم البحر تنام سويا |
وأنا في الوحشة أطوي الزمن الأسود |
مثل فنار يلقي الضوء |
وليس هنالك من سفن قادمة في العتمة |
وآخر زورق عشق غادر منذ قليل |
يحمل تابوتا عبقا طفلا |
أستحلفكن صغار الموج |
أستحلفكن كبار الموج |
تهد هدن التابوت برفق وتمهلينا سحر |
أي فنار أنت |
تضيء تظل تضيء وتنتظر |
أفما أنت تعبت ؟ |
تلف على نفسك كالدائخ في الظلمات |
تستجدي الليل وما خبأه القدر |
ما بال ضيائك يلتف كالدائخ في الريح |
أما من حجر ترتاح عليه |
تعبت ... تعبت |
وما صادفني الحجر |
وتعبت فمن أنت..؟ |
لماذا النشيج |
دموعك أبصال نادرة.. |
والرمل زوابع في روحي موغلة |
تحتفل بالبرق |
فما أوشح أن يؤذن في بالبرق |
وينشج في غير مواسمه المطر |
أعشق فيك اثنين |
نقيضي وموافقتي في الحلم |
إذا بالغ في ترجمتي السفر |
من أنت..؟ |
تجيئين إلي عروس خائفة الخطى |
وتحجبك الكلمات |
فلماذا تنتظرين؟ |
أنا حجر قذف البركان به الغيب فأفلت ملتهبا |
تتباعد عنه الأفلاك |
فبالغ في البعد وبالغ في القرب |
وبالغ ما بين القرب وبين البعد |
رأى ما ليس يرى |
وأنطفأة الآن فماذا تنتظرين |
سيحزنك اليوم لدي |
ويحزنك الليل لدي |
فأحب الأحباب لهذا الحجر المطفأ قد قبروا |
لا شيء يعيد الرونق بعد الآن إليه |
سوى الرعد البشري يدوي في الكون |
ووقفة قامات الفقراء على آخرها |
ونهاية عقد الغيلان على الأرض ويبتدئ البشر |
متى يبتدئ البشر؟ |
شوهني الجزر وإن كنت أقاوم |
شوهني الجزر متى يبتدئ البشر |
لا شيء هناك في أفق العالم و أسفاه |
سوى بعض بصيص |
تخلقه الظلمات |
مخافة أن تندلع النار |
وتحتدم النذر |
ومن الغيب هديلا تأتي الأحزان |
كخفافيش وخشخشة مبهمة تعلق في القلب |
طلاسم سوداء وتندفع الأحلام مراجل للزفت |
فراس أصفر صحبها في طرق الليل |
وثم غراب كف عن النحب |
وتصبح كفاي العاشقتان عناكب |
تصطاد ذبابا وغبار الطرق اللا مرئية فوق حذائي |
جربت ثمار اللذة حتى امتلأت برماد أذناي |
وأعقاب سجائر التبغ |
وقبلك أطفأت على الدكة أخطائي |
وأسلمت مآزري الذهبية للريح |
وجئت قراحا |
فخذي امتلأ فواقي تفاح وحشي |
لونه النوء |
وأحمل بين يدي قلائد من ذهب الحكمة والشمس |
أبلغ رؤاي وقد شحبت حانات العمر ورائي |
لقد بلغ هذا العالم في إيذائي |
ألهمني لغة الأجساد صغيرا فقرأت وراء الحرف |
وما في النقطة من كتم ونما جسدي الفاضح |
وازداد العالم تنقيطا |
فأخذت أفض النقطة بعد النقطة |
كالأيل في الغابة يقضم زهرا |
وإذا ميسم زنبقة للتو يمج نقاطا من العسل |
رغم لهاث الخنجر |
لا تخضع للجسد المسعور ولا تقتض |
أحسست عيوني تدحرجتا |
من كل جهات كنت أرى |
أتعثر من كل جهات |
فالخالق في الغمز هنا |
مقتصدا ما يقدر بالذبح نجد ما نجد فالجسد الباذخ أعراس |
سأعض الغمازة أن سمح الجسد المزموم |
واترك من لذة أسناني خندق سم لحراستها |
وأعود ويعرفني الحراس |
آناء الصبح الكوز إلى دجلة فرعاء |
وشعرك محلول للساق |
وزندك مكشوف بالعضة للناس |
ما ينمي اللذة أن يتقول فينا الناس |
سيعيرك الناس بأن فقيرا مثلي راود زنديك |
دعي العضة إذ ذاك تكلمهم |
فالعضة مثل نبي يتكلم في المهد |
ومن كان يتعذر فيه المقياس |
لا أملك غير مسدسي من زمن الترك |
نقشت عليه تواريخ الجوع |
تواريخ الهجرة في طرقات الشام |
أسماء حبيباتي في الكرخ |
وأصوات الرجال كانوا الأصدق في كل العمر |
تحكم فيه نسناس |
يا وطني يتحكم فيه النسناس |
يا وطني الأراضي جرعت الغربة حتى الفقر |
فالتفت علي من الدهشة والألم الكأس |
من كان نبيا يتعذر فيه المقياس |
لقفلت الأبواب وصلى الناس صلاة العهر الحجاج |
فكبر للعهر الناس |
حرف في قلب المسجد قرآن الفقراء |
وخص الأقرب فالأقرب بالخمس |
كذلك الدنيا أخماس |
وقفوا بين يدي الحجاج |
فصحت على اشرف من فيهم |
واللّه كان خصيا يحمل سيفا فاربد |
قد يخصى القلب من الخوف وتكثر فيه الأرجاس |
يا أهل الكوفة |
لو سيف واحد بالحق يسل |
سيقصى الحجاج |
ويعتق هذا التاريخ العربي من الذل |
فماج المسجد... صاحوا |
يكفر الحجاج |
فكيف لماذا ... لا يلقي القبض عليه الحراس |
صرخت بهم |
لا يلتبس الأمر عليكم |
هذي إحدى طرق الحجاج |
فما بال الكوفة تنسى |
سكتوا واطل علي من الأعين شرك إفلاس |
كان الحجاج يطل على المسجد من فوق المنبر |
يقلب أرواح الناس بكفيه |
مكتنز الجفنين من الخبث |
يسرح لحيته وجيء بصحن عبري |
صف عليه رؤوس الشهداء |
وعب المسجد وخضلت بدم الشهداء |
لحي تهتز ببسملة اللّه |
وجيء برأس فلسطين وزنديها |
فألتم عليها ذوو النهي |
يكشف كل عن عورته |
وكنت أميز بين النهمين |
بنانه كافور و أبرهة الحبشي وعمرو بن العاص |
وأجداث مسيلمة الكذاب |
وحاكم مكة والقانون الجائر في البحرين |
وقابوس |
وكل المأمورين بأمريكا |
فتعوذت.... وصحت |
ستؤكل والله فلسطينكمو |
ونستجدي في الطرقات |
وقمت ..توضأت .. وفوضت بأمري للسيف |
وأنا في النوافذ اتبع طير الصدى |
ثم تخفي الطريق القديم دموعي |
وتمطر ..تمطر ..تمطر.. تمطر |
في الحدس تكتظ جمجمتي بالشقائق |
والحدس والفكر والليل |
ويعشوشب المفرق الأنثوي الرفيع المميز |
لامرأتي بين كل النساء |
وتذهب كل الخفايا الخجولة في مرقد الليل |
حيث الخلفاء الوثير إلى سلم لؤلئي |
يؤدي إلى حلم |
حلم يستفيق على بركتين |
وفي البركتين هلام يشف على وحشة وافتراس |
هنا يتكون والانتفاض اللذيذ يصير جنينا |
وتمطر ..تمطر ..تمطر.. تمطر |
والشبابيك ليست هنا |
والندى الفستقي يمسح وجه ضياع الجنوب |
ويتوجها الكرم والتين والحب والذكريات |
على باب هذا الجنوب لدى كل حلم يبيت |
وكل نجوم السماء بنات |
ويستل جرح الفراشات والنوم في برك لا نهائية |
يحبس الحسن أنفاسه إذ يخوض بها |
والقرى خلفها مطر |
وأنا في النوافذ اتبع طير الصرى |
ثم تخفي الطريق دموعي |
وتمطر ..تمطر ..تمطر.. تمطر |
تبدو كتابات روحي ثانية من وراء غبار الخريف |
وتورق لاماتها |
تورق النون .. والواو ..والراء...والسن |
تورق لاماتها |
لم تزل هذه الروح كوفية الخط |
غرمه بانتهاك قراصنة الليل |
بين اصطفاف البنفسج والفخذين |
وركب الخيول المنحاة صوب بخارى |
وفي الليل يجتمع الحلم فيه |
ويترك قراءات نوم العصافير |
إن العصافير في كرمة في الجنوب سكارى |
أحب الجنوب لشيئين فيما يبوحان كتمهما |
قد بذلت القصار |
واطل من البوح كتم يشير إليك بإصبعه |
ويدل وأنت وغيرك فيما يبوح حيارى |
وحين تنامين يلوي النشوء بأعناقه |
وتشف على بعضها الغفوات |
وفي أولاة المواسم يبتدئ العشق بين النعاج |
ويعشق من يفسدون النعاج الرعاة |
وحين يروحون في الشرق أبقى وحيدا |
وتنتشر الخلوات |
واحلم أني على صهوة المهر |
اقطف تفاحة أخبئها |
بين نهديك خضراء |
تنضجها الشهوات |
وبين الخلائق من يخلقون النواة |
وأما الكثير خلقته النواة |
وتلك معادلة صعبة |
واشد الصعوبات فيها الثقات |
أني على مطلق الأمر اعرف كل نواة بتاريخها |
واعرف كيف تمد إليها اليدين الحياة |
وكنت مع الحلم احلم احمل فانوس كل نهار يجيء |
أواصل سكري بالكون من دون مزج |
ويربكني أن أقوى الخمور الرديء |
واغسل حنجرتي بالنبيذ |
ففي القلب حزن جبان |
وحزن جريء |
لكم عذبتني الرياح تغير وجهتي دون سابقة |
والفراق دنيء |
وكم أنت رغم الوضوح خبئ |
وكم أنت مثل جناح الفراشة في الحلم زاه بطيء |
وكم أنت تعشق رأس الحسين |
الذي فوق رمح ولا يستريح |
تأبى الذوائب مذ ثبتتها الدماء على غرة أن تزيح |
ومن ثبته الدماء محال يزيح |
دعوتك أنت المعلم إن كان علم |
فتلك الجروح |
ألوف. |
ألوف وراءك في الدرب سارت |
لينهض شيء صحيح فما نام إلا الصحيح |
يباهي اليسار الصحيح |
بأنك في قمة قد حملت السلاح |
وغاليت في مبدأ اسمه سلطة الفقراء |
وهذا غلو صحيح |
يلومون أني أنفخ نار التراث |
أنا ارفض الخردوات من الفقهاء |
فثم تراث وثم فحيح |
لقد ظل قلبي أمينا لمعدنه معدن الفقراء |
ولي أمة طالما كل الناس لها مدية |
لغة. طالما لغتي تشعل الأبجديات عشقا |
وصريح |
أحب زوايا عيون النساء صريح |
وامقت من يشهرون النصوص سيوفا |
ومن يكسرون النصوص |
كل الانحراف ريح |
وامقت .. امقت .. امقت كن يشهرون الحسين |
لغير الوصول إلى ثورة |
مثلما جوهر الأمر فيه وإلا جنوح |
لعل الحسين إذا ما رأى طفلة في شوارع بيروت |
تنهش من لحمها الشهوات |
وثم شظايا من القصف فيها سينكر مأساته |
والجروح على رئتيها تقيح |
يقولون من أمها وأبوها |
فقات الجنوب وتاريخه والبيوت الصفيح |
وعدت واعترضت |
هو الجوع اكبر أبائنا الثائرين |
ومن كان هذا أباه تغلب فيه الجموح |
متى ما يوزع هذه العمارات للفقراء |
وتجزر ألف انتهازية |
والسلاح يقوم أداء لمهمته سيقوم المسيح |
ولست ابشر بالحب إلا عنيفا |
وان أستريح على ذلة وأريح |
كفاكم نزوحا وإلا فما تنتهي |
ويسد الطريق على المدعين النزوح |
هنالك فداء بغير سلاح |
وكل التخريج في غير هذا التفاف صريح |
ومن أخطئوا ليس عيبا |
بل العيب ان تبتنى فوق ذاك الصروح |
ولست أخاف العواقب فيما أقول |
فان الشهادة من أجل قول جريء ومعتقد |
قبة وضريح |
إذا كان بعض يفكر في النيل مني |
فهذا أنا |
لست املك إلا القميص الذي فوق جلدي |
وقلبي وراء القنص يلوح |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (مظفر النواب) .
|