تُومِضُ |
في سطحِ الفندقِ، نجمةُ روحي... |
أو تخبو |
في صحنِ رمادِ الغربةِ، والكلماتْ |
وعلى حبلِ غسيلِ الأحلامِ، نشرتُ قميصي المبتلَّ وقلبي |
تخفقُ في أحزانهما الريحْ... |
قلتُ: سأهبطُ للشارعِ |
أذبحُ نصفَ الليلِ بقنينةِ خمرٍ مغشوشٍ، |
أو حبٍّ مغشوشٍ – لا فرق – |
أو أبحثُ عن أيِّ كتابٍ يُنسيني قملَ الفندقِ |
والضحكاتِ الفِجَّةَ عبرَ الحائطِ |
فالنومُ صديقٌ لا يأتي في أوقاتِ الشدَّةِ والحُزنِ |
وآخرُ امرأةٍ في الشارع |
فتحتْ بابَ التكسي،... |
تَعْلُكُ ضحكَتها |
وتوارَتْ |
بين الرغباتِ |
وبين الأضواء |
وسكارى الباراتِ انسلّوا |
لا شيء سوى الريحِ، ووَجْهي... |
في مرآةِ الفندقِ أَبْصَرتُ شحوبَ الأشجارِ بغابةِ وَجْهي المنسيِّ، |
تلمَّستُ تجاعيدَ النهرِ، فنقّتْ ضفدعةٌ |
لمْ أُبْصِرْها في البدءِ... |
نسيتُ على طاولةِ الفندقِ، آخرَ أشعاري |
وتردّدتُ بفتحِ الباب... |
فمَنْ يمكن أنْ يأتي |
- في آخرِ صمتِ الليلِ - |
سوى الذكرى |
والريح... |
... الطَرَقاتُ على البابِ |
الطَرَقاتُ... |
الطَرَقاتُ... |
ورائحةُ القدّاحِ المتوهّجِ، تفضحُ خطوَ امرأةٍ |
تتقدَّمُ ساهمةً بقميصٍ شفّافٍ |
قلتُ: لعلَّكِ – سيِّدتي – ... أخطأتِ الرقمَ... |
ابتسمتْ... |
لا أحدٌ يُخطِيءُ في الحبِّ... |
سيِّدتي |
لا أحدٌ... |
……… |
……… |
لا أحدُ… |
……… |
……… |
(....... |
مَنْ تلك المجنونةُ، |
تَطْرُقُ بابَكَ |
في هذي الساعةِ، |
من منتصفِ الكأسْ!؟…) |
قد يَحْدُثُ أنْ تتوهّمَ حتى في وهمِكَ…… |
……… |
……… |
لكنِّي أبقى |
– من فرجةِ نافذةِ الفندقِ – |
ألتصُّ النظراتِ، وحيداً |
ألهثُ، |
مصلوبَ الأنفاسْ |
يقفزُ قلبي بين عيوني في الظلمةِ |
أرهفُ سمعي، والقلبَ |
لعلَّ امرأةً قادمةً... |
... في الممشى |
* * * |
19/2/1985 السليمانية |