أرشيف الشعر العربي

رغبـة

رغبـة

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

تُومِضُ

في سطحِ الفندقِ، نجمةُ روحي...

أو تخبو

في صحنِ رمادِ الغربةِ، والكلماتْ

وعلى حبلِ غسيلِ الأحلامِ، نشرتُ قميصي المبتلَّ وقلبي

تخفقُ في أحزانهما الريحْ...

قلتُ: سأهبطُ للشارعِ

أذبحُ نصفَ الليلِ بقنينةِ خمرٍ مغشوشٍ،

أو حبٍّ مغشوشٍ – لا فرق –

أو أبحثُ عن أيِّ كتابٍ يُنسيني قملَ الفندقِ

والضحكاتِ الفِجَّةَ عبرَ الحائطِ

فالنومُ صديقٌ لا يأتي في أوقاتِ الشدَّةِ والحُزنِ

وآخرُ امرأةٍ في الشارع

فتحتْ بابَ التكسي،...

تَعْلُكُ ضحكَتها

وتوارَتْ

بين الرغباتِ

وبين الأضواء

وسكارى الباراتِ انسلّوا

لا شيء سوى الريحِ، ووَجْهي...

في مرآةِ الفندقِ أَبْصَرتُ شحوبَ الأشجارِ بغابةِ وَجْهي المنسيِّ،

تلمَّستُ تجاعيدَ النهرِ، فنقّتْ ضفدعةٌ

لمْ أُبْصِرْها في البدءِ...

نسيتُ على طاولةِ الفندقِ، آخرَ أشعاري

وتردّدتُ بفتحِ الباب...

فمَنْ يمكن أنْ يأتي

- في آخرِ صمتِ الليلِ -

سوى الذكرى

والريح...

... الطَرَقاتُ على البابِ

الطَرَقاتُ...

الطَرَقاتُ...

ورائحةُ القدّاحِ المتوهّجِ، تفضحُ خطوَ امرأةٍ

تتقدَّمُ ساهمةً بقميصٍ شفّافٍ

قلتُ: لعلَّكِ – سيِّدتي – ... أخطأتِ الرقمَ...

ابتسمتْ...

لا أحدٌ يُخطِيءُ في الحبِّ...

سيِّدتي

لا أحدٌ...

………

………

لا أحدُ…

………

………

(.......

مَنْ تلك المجنونةُ،

تَطْرُقُ بابَكَ

في هذي الساعةِ،

من منتصفِ الكأسْ!؟…)

قد يَحْدُثُ أنْ تتوهّمَ حتى في وهمِكَ……

………

………

لكنِّي أبقى

– من فرجةِ نافذةِ الفندقِ –

ألتصُّ النظراتِ، وحيداً

ألهثُ،

مصلوبَ الأنفاسْ

يقفزُ قلبي بين عيوني في الظلمةِ

أرهفُ سمعي، والقلبَ

لعلَّ امرأةً قادمةً...

... في الممشى

* * *

19/2/1985 السليمانية

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان الصائغ) .

وجبة

هكذا قلتُ لها كلَّ شيء

محاولـة

ساحة ميسلون…

اشتعالات