كنتُ أُحدِّقُ |
من خللِ الأَسْطُرِ – |
في عينيها الزرقاوين |
فيُغرِقُني هذا اليمُّ الممتدُّ، إلى مرفأِ روحي الفارغِ إلّا |
من سفنٍ راسيةٍ للأحزانِ وأشرعةٍ مضغتها الريحُ… |
وأبحرُ حيناً |
من خللِ الجوعِ وخُصْلَتِها – |
في أوراقي المنثورةِ |
مجنوناً، بالضوءِ المرتعشِ الهابطِ من أبعدِ نجمٍ بسماواتِ بلادي.. |
حتى نافذة القاعةِ، حيثُ يعرّشُ حُزني |
- فوق القضبانِ - |
وريقاتٍ بيضٍ، |
من زهرِ القدّاحِ، |
تنفّضُ عنها الطلَّ، |
فترعشُ روحي…… |
(كانتْ تقرأُ أشعارَ نزار قباني.. |
وأنا أقرأُ ناظمَ حكمتْ |
تتركُ خُصْلَتَها، تَتَدَلَّى، بدَلالٍ |
فوق الأوراقِ |
وإذْ أنسى نظراتي، ساهمةً |
تتأمَّلُ ربطتَها الورديةَ، |
والعِقدَ الذهبيَّ المتأرجحَ |
.. ما بين الزرِّ المفتوحِ… |
.. وبين جنوني |
تحدجني – دون مبالاةٍ – ثمَّ تتابعُ... |
أترُكُ روحي، تنـزفُ فوق الأوراقِ |
وأَحْلُمُ………) |
ها أنّي مرتعشٌ، |
ووحيدٌ، |
كغريقٍ أتشبّثُ بالأهدابِ |
فرفقاً - يا أمواجَ العينين الزرقاوين - بعدنان الصائغ، |
هذا المثقُوب الروح، كقاربِ صيّادٍ منسيٍّ |
لمْ يصطدْ - منذُ سنينٍ – |
غيرَ مواويلٍ، ودُخانِ سجائر لفٍّ، ومجاعاتٍ… |
ها أنّي، بين جنونِكِ والأَسْطُرِ، منفيٌّ وحزينٌ… |
(أتأمَّلُ وَجْهي البائسَ، في مرآةِ القاعةِ |
حين أراها تبسمُ لي…… |
فأقلّبُ جيبي المثقُوبَ… |
وأبسمُ…) |
كيف سأدعوها للنـزهةِ في مشتلِ قلبي |
وسمائي ممطرةٌ بالحُزنْ |
كيف سنَدْلِفُ للمقهى |
لتناول كأسينِ |
وأحشائي تصفرُ فيها الريحْ… |
* * * |
7/2/1985 السليمانية |