إلى 1985.. و"وارد بدر السالم" |
"ستكون حياتُكِ خاويةً.. إذا لمْ |
تجرِّبي يوميّاتنا.." |
- وارد... - |
…… |
وكمْ نتحسّرُ – في آخرِ العامِ..!؟ |
نبكي على السنواتِ التي ارتحلتْ |
مثلما سوفَ نبكي على السنواتِ التي سوف تأتي |
وكمْ نستَعِيدُ عذاباتِها في المقاهي الكسولةِ... |
حُلْماً بعيداً |
تجرجرُنا حسرةٌ نحو ساقِ فتاةٍ تمرُّ... |
وأخرى،… إلى حانةٍ... |
نتذكّرُ – من خللِ الكأسِ – |
نزْواتنا، والحدائقَ... |
يا ما لهوتَ وراءَ الجسورِ البعيدةِ |
يا ما نصبتَ فخاخَ الهوى للبناتِ الغريراتِ.. |
يا ما ركضتَ... |
ويا ما عَبثَتَ بلحيةِ جَدِّكَ.. |
(... كمْ كانَ يَعْبثُ في شَعرِكَ الذهبيِّ |
ويرنو إليكَ بحسرتِهِ، والمشيبِ...) |
ويا ما... |
وتذكُرُ – بين الوظيفةِ (يا لرتابةِ ساعاتها المبطئاتِ!).. |
وبين ضجيجِ صغارِكَ في البيتِ – |
"قاطَكَ" |
والشيبةَ البِكْرَ |
والاندفاعَ اللذيذَ وراءَ الأغاني الرديئةِ والأصدقاء |
وراءَ سرابِ الوظيفةِ والفتياتِ |
وراءَ القصيدةِ والحُلْمِ.. |
يا للحماقاتِ... |
يا لي... |
……… |
……… |
ستُبْصِرُ... |
إذ تَدخُلُ – الآنَ – "مقهى الزهاويِّ" |
أيّامَكَ القادماتِ: |
انحناءَةَ ظهرِكَ، |
تقطيبةَ النسوةِ العابراتِ، |
دُخانَ (النراجيلِ)، |
موتَ المروجِ الخصيبةِ، |
وقتَ الدواءِ...، |
……… |
……… |
فتبكي على عُمرِكَ المتسارعِ |
تبكي لوحدِكَ... |
في آخرِ العامِ... |
ثمَّ……! |
…….. |
…… |
* * * |
13/12/1984 السليمانية |