أرشيف الشعر العربي

الغريب...

الغريب...

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

لأنَّ المدينةَ قد أقفرتْ

والمصابيحَ أنعسها البردُ

فالتحفتْ ظلمةَ الطُرُقاتْ

قلتُ أرجعُ للبيتِ

(لا بيتَ لي…

غير بردِ المصاطبِ في آخرِ الليلِ..،

حُزنِ الفنادقِ،..

وهي تنفّضُ – في الصبحِ –

أغطيةَ الغرباءْ

لا بيتَ لي

غير رفٍّ بمكتبةٍ…

عتبةٍ في الطريقِ المشتّتِ كالروحِ

نافذةٍ شِبْهِ مهجورةٍ

مقعدٍ ساهمٍ يتأرجحُ في الباصِ..)

مِنْ أينَ للعُشْبِ، هذا الندى؟

للنساءِ، التوهّجُ..؟

والقلبُ أظمأُ من حجرٍ في الطريقْ

قلتُ أرجعُ للبيتِ.. إذْ يرجعُ الناسُ

أغفو على نجمةٍ..

أو حصيرٍ..

لعلَّ الصباحَ الجميلَ، الذي سوفَ يأتي

سيمنحني وردةً..

أو كتاباً

قلتُ أغفو…

وتُوقِظُني حسرةٌ

لا تزالُ تنثُّ دمي

حُلُمٌ ضاحكٌ كعيونِ الصبيَّاتِ

إذْ يعبثنَّ بأحجارِ قلبي

ويبنينَ بيتاً من الحبِّ…

(.. لا بيتَ لي…!)

أقولُ لقلبي

وإذْ يطردُ البارُ خُلَّانَهُ

وتَخرُجُ مُنكفِئاً، ثَمِلاً

سوفَ تُحصِي الدراهمَ، والأصدقاءَ

فتدرِكُ أنّكَ،

وحدكَ في آخرِ الليلِ

وحدكَ، لا حانةٌ تتذكّرُ وَجْهَكَ

لا امرأةٌ سوف تؤويكَ

لا شِقَّةٌ…

غير بيتٍ صغيرٍ… بإحدى القصائدِ

تَسكُنُهُ…

والجنونْ…

* * *

21/9/1984 السليمانية

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان الصائغ) .

غـربة

في المكتبة

الخليج العربي

س

نواعير


ساهم - قرآن ٣