التنافس في الخير وفضل الذكر - عبد الله بن حمود الفريح
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله تعالى عنه أَيْضًا، "أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ؛ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ.
قَالَ: «أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ؟ إنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ».
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ، كَانَ لَهُ أَجْرٌ»".
(رَوَاهُ مُسْلِمٌ [رقم: 1006]).
لغة الحديث الشريف:
أن أناسًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: هؤلاء الناس هم من فقراء المهاجرين جاءوا في رواية أخرى أنهم فقراء المهاجرين.
أهل الدثور: جمع دثر وهم أهل الأموال الكثيرة.
بفضول أموالهم: أي ما زاد منها عن حاجتهم.
في بضع أحدكم: طلق على الجماع ويراد به الفرج أي أنه إذا وضعه في حلال يؤجر عليه كما أنه إذا وضعه في حرام يؤزر عليه.
وزر: اثم.
فوائد مستنبطة من الحديث الشريف:
[1]- الحديث دليل على مسارعة ومسابقة الصحابة رضي الله تعالى عنهم وتنافسهم في الأعمال الصالحة.
[2]- الحديث دليل على الصدقة لا تقتصر على المال وإنما تكون بالأعمال الأخرى كالتسبيح والتكبير والتحميد؛ وإن في الحديث من الصدقات ما هي مستحبة ومنها ما هو واجب كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
[3]- الحديث دليل على حسن العشرة الزوجية والإحسان إلى الزوجة وأن هذا من القربات (وفي بضع أحدكم صدقة) ولكن هذا يحتاج إلى نية.
[4]- الحديث دليل على تدعيم القول بالدليل.
كذلك المفتي وطالب العلم لابد أن يدعم قوله بدليل, فهذا أكمل في الجواب.
[5]- مثال رائع لحسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة رضي الله تعالى عنهم وضربه للمثال.
[6]- الحديث فيه إثبات أن القياس حجة والحديث فيه نوع من القياس اسمه قياس العكس.
قواعد مستنبطة من الحديث الشريف:
• قاعدة في النية: المباحات تصير بالنيات طاعات.
فهذا إذا نوى الجماع أنه إحصان وأنه قضاء شهوة لهذه المرأة أو كذلك المرأة بالنسبة للرجل، فإذا نوى هذا الأمر وهو مباح صار طاعة.