من رماد الحرب.. حتى شعركِ الطويل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
- فصل ثالث - | ".. يكفينا من الجملِ الرنّانةِ | فعند الانطلاقةِ ستصبحُ الساحاتُ | لوحاتِنا، والحدائقُ ريشتَنا…" | - مايكوفسكي - | "سأرعى جسدَكِ، مثلما | يرعى الجُندِيُّ الذي فَقَدَ | - في الحربِ - ساقَهُ الوحيدة.." | - مايكوفسكي - أيضاً | (1) | أصداءُ المدافعِ تحاصرُ نُعَاسي المرتبكَ | وكذلك ذكرياتكِ | أُخْرِجُ رأسَ أحلامي من النافذةِ فتحاصرهُ سماءٌ مليئةٌ بالثقُوبِ | ماذا أفعلُ؟ | وأنا مجنونٌ برغبةِ التسكّعِ - هذا المساء البليد - | على رصيفِ اشتياقي لكِ | حتى آخرِ نهاياتِ العالمِ | * | (2) | أتصلتُ بكِ | كانت الخطوطُ متشابكةً إلى حدِّ كدتُ أضيّع صوتكِ البعيد | في زَحْمَةِ الاطلاقاتِ والبياناتِ والزعيقِ والأصدقاءِ | ماذا أفعلُ..؟ | أيّتُها الرائعةُ | وأنا أحتاجُ شفتيكِ، هذه الليلة، بشكلٍ غريبٍ | أقفلتُ السمّاعةَ.. | ونمتُ مبكّراً | احتجاجاً على غيابكِ | * | (3) | من حدود الشلامجة | حتى حدود آخر القذائف | من ضفاف شطِّ العرب.... | حتى أطراف شَعركِ المجنون الطويل | بهاتين الكفّينِ الناحلتينِ، اللتينِ تنامان الآن تحت رأسي المتعبِ | جستُ غاباتِ شَعركِ، خُصْلَةً.. خُصْلَةً | ومساماتِ بلدي، شارعاً، شارعاً | وسواترَ الحربِ، جُثَّةً، جُثَّةً | وقلّبتُ كتبَ العالمِ، قصيدةً، قصيدةً | فلمْ أجدْ ما أقولهُ | لكِ… | يا واسعةَ العينين | سوى | أنْ لا أقولَ شيئاً | * * * | |