أرشيف الشعر العربي

زهـرة عباد الشمس

زهـرة عباد الشمس

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

- فصل خامس -

غَسَقُ القنابلِ يتسرَّبُ من شُقوقِ الغيومِ، لا مطرَ هذه الليلة، فصيفُ الحربِ يقفُ على مسافةِ زهرةٍ من ربيعِ السلامِ القادمِ. أقلّبُ أوراقَ يوميّاتي السِرِّية التي كتبتها في بطونِ السواترِ والأقبيَّةِ الممتدَّةِ على مساحةِ نصفِ عُمري أو على مسافةِ عشراتِ ا

"أترين هاتين اليدين

لقد جابتا الأرضَ

واستخرجتا المعادنَ والحبوبَ، وصنعتا الحربَ والسلمَ

وجمعتا بين البحارِ والأنهارِ

ومع هذا، عندما تجوبانِ جسدكِ

يا صغيرة، يا حبَّةَ قمحٍ، يا يمامةً

لا تكفيان لاحتوائكِ

تعجزانِ عن أنْ تطالا اليمامتين

التوأمين

اللتين تَرقُدانِ أو ترفرفان في صدركِ

أنَّهما تجوبان ما بين ساقيكِ

وتلتفَّان حول هالةِ خَصْرِكِ

أنتِ عِنْدي كنـزٌ أكثر امتلاءً من رحابةِ البحرِ وعناقيدهِ

وأنتِ بيضاء وزرقاء ورحبة

كالأرضِ في موسمِ القِطافِ

من أخمصِ قدميكِ.. حتى جبينكِ

سأقضي حياتي..

أمشي..

وأمشي.. وأمشي".

- بابلو نيرودا -

غداً، ستَكْبُرُ زهرةُ عَبَّادِ الشمسِ

وتُدِيرُ رأسَها الأصفرَ الصغيرَ في كلِّ الاتجاهاتِ

ذاهلةً، مرتبكةً،

فثَمَّةَ أكثر من شمس..

وعندما لا تجد خياراً أو ملاذاً

ستلقي بنفسها بين يديكِ

لتغفو..

تغفو.. تغفو..

مثل قلبي الذي أتعبتهُ - ذات ليلٍ - قنابلُ التنويرِ المشرّشة في كلِّ الاتجاهات

فألقى بأحزانهِ وأحلامهِ

بين يدي ذكرياتكِ..

ونامَ هادئاً، مطمئناً

كأنَّهُ لمْ ينمْ منذُ دهورٍ

* * *

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان الصائغ) .

في حديقة الجندي المجهول

مطر

طلقة

سماء في خوذة (مفتتح أولي)

اغنيات على جسر الكوفة