الوطن على ساتر القلب.. وأنتِ في القصيدة..
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
"وتَلَفَّتَتْ عيني فمذْ خفيتْ | عَنِّي الطلولُ تَلَفَّتَ القلبُ" | - الشريف الرضي - | . | . | . | "يا ريحُ يا ابراً تَخِيطُ لي الشراعَ - متى | أعودُ | إلى العراقِ...؟" | - السيّاب - | انتظرتكِ… | كان مطرُ الرصاصِ يهمي قليلاً، على الشبابيكِ والسواترِ والأشجارِ والقصائدِ. | فقد انقشعتْ غيومُ المعاركِ الأخيرة، وبلعتِ الحربُ "فاليومها" واسترختْ على الأريكةِ بين اليقظةِ والنومِ. | وحملنا حقائبَ ذكرياتِنا المُثقَّبة | ومضينا في قطاراتِ الجنوبِ، نحو مدنِنا المترقّبةِ | قلتُ رَيْثَما تصحو ثانيةً من نُعاسِها المؤقّتِ | عليَّ أنْ أهيّيءَ كلَّ شيءٍ: | خطايَ للحدائقِ | وشَعركِ للمرايا... | وذاكرتي للنسيانِ... | {وحقائبي للسفرِ..} | انتظرتكِ... | نظرتُ إلى عَقَارِبِ عُمري، تشيرُ إلى منتصفِ الحبِّ | وأنتِ... يا واسعةَ العينينِ... | يا أجملَ عينين على الإطلاق | يا انثيالَ أحلامي الخبيئة على نافذةِ اليوم | يا لقلبي | ما الذي تَنظُرين في غبار ِعينيَّ | غبار الحربِ، والذكريات المنسيَّة، ونثيث الشوارعِ، وآثار خطاكِ القلقةِ على عُشْبِ القلب، والندى الشحيح | ما الذي تنتظرين في بريدِ الحربِ | كلّ الرسائلِ لمْ تصلْ، وقلبي أيضاً | ما الذي تنتظرين في قطارِ الجنوبِ | عادَ الجنودُ {الممصوصون} من الفاو، محمّلين بأخبار المعارك الضارية، وحِنَّاءِ {الدمِ} والتراب. | وعدتُ إليكِ... | غيمةً لزجةً... | محمّلاً بكِ والحربِ | يا أجملَ كلّ ذكرياتي وأقساها | * * * | |