كل شيء هادئ تماماً في ظهيرة البصرة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
- فصل رابع - | "… وإنّي وتهيامي بعزةَ بعدما | تخلّيتُ عمّا بيننا وتخلّتِ | لكالمرتجي ظلَّ السَحابةِ كلّما | تبوّأَ منها للمقيلِ اضمحلّتِ" | - كثير عزة - | ظهيرة البصرة، ولا ملاذَ غير ظلِّ القنابلِ وأكياسِ الرملِ | ظهيرة صمتكِ، ولا ملاذَ غير ظلِّ الكلامِ | ظهيرة قلبي، وأنتِ على الشُرفةِ | تنشرين أيّامنَا على حبلِ غسيلِ النسيانِ | لتَجِفَّ.. | * | قالتْ: | أرادوا أنْ يصادروا أحلامنَا كلَّ يومٍ | ويفردوا كفَّينا المتشابكتين، إصبعاً، إصبعاً | قلتُ لها: | ستظلُّ الشوارعُ ملكنا، | وهذا الشجرُ المتطاولُ، والمصطباتُ، وهذا الأفقُ المفتوحُ | على اتساعِ عينيكِ الواسعتين .. | سيظلُّ لنا كلُّ شيءٍ.. | اطْمئِنِّي.. | ما دُمْنا نملكُ ورقةً، وحنيناً بحجمِ العالم | ....... | ظهيرة البصرة.. | القنابلُ تأخُذُ قيلولتها .. | فقدْ تَعِبَتْ طيلةَ ثمانية أعوامٍ من الركضِ في أزِقَّةِ الحربِ.. | بحثاً عن عنواني.. | شكراً للصدفةِ، فهي وحدها التي أبقتني - في الحربِ - بلا عنوانٍ.. | شكراً لكافافي فهو وحدهُ الذي قالَ لي، وأنا أعدُّ حقائبي: | (ما دُمْتَ قد خُرّبتْ حياتكَ في هذا الرُكْنِ الصغيرِ من العالمِ فهي خرابٌ أينما حللتْ..) | شكراً للتلمساني، شمس الدين بن عفيف، فهو وحدهُ الذي اختصرني هكذا: | رأى، فحبَّ، فرامَ الوصلَ، فامتنعتْ، | فسامَ صبراً، فأعيا نَيلَهُ، فقضى | ............... | ظهيرة البصرة.. | كلُّ شيءٍ هاديءٌ تماماً | وحدها ذكرياتكِ وعزلتي يحاصرانني من كلِّ الجهات.. | * * * | |