أرشيف الشعر العربي

الحدائق تنسى عشاقها

الحدائق تنسى عشاقها

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

للحديقةِ،

بابان...

أو أكثر...

يَدخُلها الناسُ، والعاشقون

وكلُّ الكلابِ، التي لمْ تجدْ في المدينةِ مأوى

ثمَّ يمضون...

لا شيءَ غير بقايا السجائرِ، والكرزاتِ

وبوحِ المحبّين تحتَ ظلالِ الغُصُونِ الخفيضةِ

والورد – يَنظُرُ ذبلانَ –

تسحقهُ الخطواتُ التي غادرتهُ...

بدون اكتراثٍ

ومثل الحديقةِ... قلبكِ

أدخلهُ...

مثلما يَدخُلُ الناسُ، والعاشقون

وأختارُ مصطبةً فارغةً

أقولُ:

لعلَّي الوحيد، هنا

سوف يمضي الجميعُ... وأبقى

إذا انسدلَ الليلُ..

وانهمرَ الرازقيُّ، بليلاً

... كحُزني

أقولُ:

سأترُكُ خُصْلَتَها

تَسْتَحِمُّ على نهرِ أنفاسي العاشقة

سأحكي لها عن ضياعي، ويُتْمي

وموتِ العصافيرِ في غابتي

وسنختارُ، رُكْناً قصيّاً

ثمَّ أترُكُ كفّي تنامُ على خَصْرِها...

ثمَّ........

و.........

*

.......

.......

للحديقةِ بابان

أو أكثر...

يَدخُلُها الناسُ، والعابرون

وإذْ يقبلُ الليلُ

تنسى العصافيرُ كلَّ وجُوهِ المحبّين

تنسى الغُصُونُ،.. المواعيدَ، والملتقى

- لقد غادرَ الناسُ... يا سيِّدي!

- .. والحدائقُ تغلقُ - في آخرِ الليلِ - أبوابَها!

- .....

ووحدي أنا،

فوق مصطبةٍ للضياعِ

ولا شيء غير خطى الحارسِ الكهلِ،

مشتعلاً بالسعالْ

يَتَقَدَّمُ منِّي...

- أقولُ له.. أنَّها واعدتني هنا...؟!

أقولُ بأنَّي....................!

ولكنَّهُ سوفَ يَرمُقُني، صامتاً

ثمَّ يغلقُ بابَ الحديقة

ويتركني، والطريقْ...

* * *

21/1/1983 بغداد

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان الصائغ) .

مقطعان

مراجعات خاصة جداً...

فوضى

خطوط

درس في التاريخ