سأم الكاتب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
.. كلَّ صباحٍ | كانَ يَشُقُّ خطاه التعبى | وسطَ ضجيجِ الكلماتْ | مندفعاً – دونَ حماسٍ – في موجِ الناسِ المندفعين، | وسِرْبِ السَيَّاراتْ | يتأبَّطُ محفظةَ الأوراقِ | الى مكتبهِ المتواضعِ... | في إحدى الصحفِ اليوميَّة | قبلَ الفنجانِ الأولِ... | قبلَ صباحِ الخيرِ.. | تطالعهُ فوق الطاولةِ المملؤةِ، أكداسُ الكلماتْ: | (قصةُ حبٍّ بائسةٌ... | نقدٌ لكتابٍ في النقدِ.. | خمسُ قصائد شِعرٍ... لمْ يفهمْ حتى اللحظة، ماذا تعني... | وحشودُ مقالاتْ...) | فَتَحَ النافذةَ الموصودةَ – من سأمٍ – | وتأمَّلَ – في شغفٍ أَخَّاذٍ – | ضوءَ الشمسِ المتسلّلَ | ... بين الأشجارِ، وفُسْتانِ فتاةٍ فاتنةٍ تعبُرُ مسرعةً | ... بين عماراتٍ تعلو...، وخطى غربتهِ | وتذكّرَ سهرتَهُ المعتادةَ حتى منتصف الليلِ | مع البقِّ..، | وضوءِ المصباحِ الواني..، | وتلالِ الصفحاتْ.. | - ماذا لو يَركلُ هذي الطاولةَ الملعونةَ؟ ماذا...؟ | ويَفِرُّ إلى الساحاتِ المفروشةِ | بالناسِ، وبالأزهارِ | وبالضحكاتْ | يقرأُ للأشجارِ قصائدَهُ المخبوءةَ | ماذا لو يوقفُ في ساعتهِ السَأمى | موتَ الساعاتْ؟ | أرخى عينيه الخائرتين.. | حزيناً، | مُنْطَفِئاً | وتذكّرَ أنَّ دراهمَهُ | لا تكفي... لشراء دواء ابنتهِ | لا تكفي... لعشاءٍ في أرخصِ مطعمْ | لا تكفي...! | شمّرَ ساعدَهُ.. | ومضى يَكْتُبُ.. يَكتُبُ.. يَكتُبُ.. يَكتُبُ.. يَكتُبُ | يَكتُبُ، يَكتُبُ | يَكتُبُ | يـ... | حتى ماتْ | * * * | 1/9/ 1984 كركوك | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان الصائغ) .