مرثية عازف النشيد الوطني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
فرَّغتكَ الحروبُ | من الحبِّ | ها هو قلبُكَ طبلٌ | يرنُّ ـ على جلدِهِ المتقرّنِ ـ نَقْرُ الأناشيدِ | تحمِلُهُ جوقةُ العازفين إلى ساحةِ الاحتفالات | حيثُ الجموعُ التي تتلاطمُ من حولهِ | ثم ترتدُّ ـ محفوفةً بالبنادقِ ـ لمْ تقتربْ ساحلهْ! | تردّدُ محمومةً: | ـ عاشَ حامي البلاد | فتسمعُ جوفَكَ يصرخُ: | ـ عا... ثَ... | فيلكزُكَ المنشدون: | - انتبهْ | الحروفُ نميمةُ ريحْ | والطبولُ لحاءٌ تساقطَ من مِقْصَلَةْ | ......... | .... | يدفعونَكَ للقبوِ.. | تنبحُ خلفَ دماكَ التقاريرُ والمقلُ القاحلةْ | فيصرخُ فيكَ المُحقِّقُ، | مرتعباً: | ـ كيف بدّلتَ شينَ الرئيسْ | بثاءٍ تعيسْ.. | سلّلتهُ إليكَ المناشيرُ في لحظةٍ غافلةْ!؟ | - سيِّدي | إنَّهُ محضُ طبلٍ | تشقّقَ من كثرةِ الضربِ | فاختلطتْ في تجاويفهِ الأحرفُ القاتلةْ | ........... | عندما أخرجوهُ | من الكُوَّةِ المُقفَلَةْ | بعد عشرين عاماً | لمْ يجدْ غيرَ كنسِ الشوارعِ مِمَّا تخلّفهُ المرحلةْ | هكذا ظلَّ يَحْلُمُ... | بالثورةِ المقبلةْ | غير أنَّ السياطَ | التي ملّحتْ جلدَهُ فوق طاولةِ الأسئلةْ | لمْ تعدْ تسمعُ النَقْرَ.. يصعدُ | .. يصعدُ | في روحهِ الصاهلةْ | فرموهُ إلى المزبلةْ | * * * | 15/3/1992 بغداد | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان الصائغ) .