أرشيف المقالات

البَريدُ الأدَبيَ

مدة قراءة المادة : 9 دقائق .
خواطر مسجوعة: (مهداه إلى الأستاذ حامد بدر) في الناس قوم لا يرون إلا الذهب، ولا يسمعون إلا رنينه، لا يبالي أحدهم أن يئد الأدب، ويبيع في سبيل العار وطنه ودينه.
همه أن يقال شجاع جرئ، وهو - في الحق - صغير بذئ، أو ينال الزلفى والجاه، وإن عفر على الأعتاب الجباه. يتظاهرون بأنهم مصريون، ومصر عليهم براء، ويتماجدون بأنهم ألمعيون، وهم - في الحق - رقعاء.
المال أعمى أبصارهم، وأخمد نارهم، فأنكروا دارهم، وتجاهلوا جارهم، ولجئوا إلى المغالطة والكذب، وما ألجأهم إلا الذهب. كم ظهر الفرح على وجوههم حين تنال مصر بشر! وكم بدت الشماتة على ألسنتهم حين يمسها الضر! في القلوب حقد دفين، يخفيه الطمع في برها، ويظهره الطمع في غيرها.
وفي الأخلاق داء مكين، يجعل المنفعة أساسها، ويجعل النفاق رأسها.
مسكينة مصر، تلقى منهم كل ضر، يأكلون من خيراتها، وينسبون إليها، وهم ألد عداتها، بل أقسى من عداتها عليها. ومن عجب أن مصر تعرف كل ذلك، ولكنها تغض الطرف عما هنالك.
في الصحف طعن عليها وسباب، وفي المجالس نيل منها واغتياب، ولكن الكرم الحاتمي أخص صفاتها، والحلم الأحنفي رفيق حياتها، والنفس تأكلها الحسرة، وتخنقها العبرة، حين ترى المحسن يساء، والمسيء يأخذ ما يشاء، هل جاءكم نبأ موظف مصري لا يعجبه في مصر شئ، ويعجبه في غيرها كل شئ؟ وهل سمعتم برجل من رجال العلم هو أداة طيعة في يد المال يصرَّفه كيف شاء، ولا يبالي أحسن أم أساء؛؟. نحن نعيش بين العبر، ولا نعرف المبتدأ من الخبر، وعلى ألسنتنا القول ولا نقول، وما غناء القول إذا تغابت العقول.
علي العم مبعوث الأزهر بالمعهد العلمي بأم درمان حول شعراء وأدباء في جيش الفاروق: قرأت في عدد الرسالة الأخير (892) كلمة للأستاذ محمد خليفة التونسي عن كتابي (شعراء وأدباء في جيش الفاروق) فرأيت من (العدل) أن أعقب عليها بغية تبيان الحقيقة. 1 - قال الناقد في صدر حديثه (إنني ضابط، ويعلم الله أنني لم أحظ بشرف الجندية.
2 - قال الأستاذ خليفة - نقلا محرفاً عن تعريف الناشر بي - (ينأى بنفسه عن إغراء المرأة حتى استأثرت به أخيراً (قديسة) تراه يفنى في تقديسها، فهو تعريف (تقديري) للقراء أن يفهموا منه ما يفهمون كما يفهمون) ولو تحرى حضرته الدقة لأدرك أن الناشر يعني (والدة) المؤلف!. 3 - وصم الناقد المقدمة التي تصدرت كتابي والتي قررت في خلالها أن الأدب والجندية لا يتنافران بأنها (صرخات في الهواء) وكان أولى به بدلاً من أن يلقى القول (جزافاً) أن يقدم الأدلة والبراهين.
4 - حين وضعت هذا المؤلف عن الشعراء والأدباء في جيش الفاروق المعظم لم أبتغ إلا تقديمهم خارج النطاق العسكري.
وكان مثلى مثل (التاجر) الذي يقدم (بضاعته) و (يروج) لها بشتى السبل.
5 - في حديث الناقد عن (ذوق) الكاتب في أخبار (النماذج) كان مسرفاً في التعبير.

ولو تحقق الناقد لأدرك أننا لم نقدم نماذج لليوزباشي سيد فرج، والبكباشي محمد عبد الفتاح إبراهيم. 6 - وكلمتنا الأخيرة تعنى بأنه ينبغي أن يعرف (الناقد) رسالته على حقيقتها فيكون على حد تعبيرنا أشبه ب (جندي المرور) الذي يوجه الحركة ولا يكون ك (الكونستابل) الذي يحرر (المخالفات) فحسب!! محمود عيسى سكرتير تحرير مجلة الجيش ليس في اللغة (شغوف): كان بيميني العدد 784 من الرسالة الغراء وكنت أقرأ فيه مقالا ممتعاً للشاعر الناثر الأستاذ الجليل محمود رزق سليم مدرس الأدب بكلية اللغة العربية، فما إن بلغت ممن القراءة إلى لفظة (شغوف) في قوله في صحيفة 779 (جلس في ظلالها جلوس الواله (الشغوف) حتى أمسكت لساني عن متابعة القراءة، ووقفت حيالها هنيهة أستذكر بقايا ما أحفظه من أبيات فيها ألفاظ تؤدى نفس هذا المعنى، ليس من بينها هذه اللفظة غير العربية التي نحن بصدد الكلام حولها.
وهذه الأبيات ليست في كثرة وهى - قال البحتري: ولمة كنت (مشغوفاً) بجدتها ...
فما عفا الشيب لي عنها ولا صفحا وقال المتنبي: كأن الحزن (مشغوف) بقلبي ...
فساعة هجرها يجد الوصالا وقال الشاعر: قوم ترى أرماحهم يوم الوغى ...
(مشغوفة) بمواطن الكتمان وقال الشاعر: (مشغوفة) بك قد شغفت وإنما ...
حم الفراق فما إليك سبيل وتقصياً من الشك وسداً لثغرة الاحتمال بعد هذه الأبيات على رغم قلتها، وإن كان فيها غنية أي غنية فكنت قد اقترأت فريقاً من معاجم اللغة في اهتمام تام، وفى تيقظ وتحفظ فلم أعثر للفظة (شغوف) هذه على أثر البته، وإنما الذي ألفيت هو (المشغوف) بالغين المعجمة (والمشعوف) بالعين المهملة أيضاً ليس غير، فيتضح إلى ذلك أن هذه اللفظة الغربية ليست من اللغة العربية، وإنما تسربت إلى أقلام بعض الكتاب من سبيل الصحف التي لا سلطان لأدب اللغة عليها. فالويل كل الويل للصحف من هذه اللغة الرائعة البارعة فإنها لا تحفل في أكثر الأحايين إلا بالمعنى فقط؛ وأما اللفظ - ولا معنى بغير لفظه - فإنها ترسله على عواهنه إرسالا من غير احترام للأدب اللغوي. (طرابلس الغرب) محمد مهدى أبو حامد كلية أحمد باشا لا أزال: قرأت في العدد 790 ص 967 مقالاً للأستاذ أحمد أحمد العجمى اعترض فيه على دخول (لا) على (أزال) المضارع إلا في الدعاء واستشهد بشعر ذى الرمة.
وقد وهم الأستاذ في اعتراضه فإن القاعدة قاصرة على الماضي فقط (زال) تدخل عليه (لا) في الدعاء فقط وفى غيره تدخل ما. قال الله تعالى: (فما زالت تلك دعواهم) سورة الأنبياء - وأيضاً: (فما زلتم في شك) سورة غافر - وأما المضارع فالأصل فيه دخول (لا) قال الله تعالى: (ولا تزال تطلع على خائنة منهم) سورة المائدة - وقال: (لا يزال بنيانهم).
في التوبة - وقال (ولا يزال الذين كفروا تصيبهم).
في سورة الرعد - وقال: (ولا يزال الذين كفروا في مرية).
في الحج - وقال: (ولا يزالون يقاتلونكم) في البقرة - وقال: (ولا يزالون مختلفين) في هود - وليس في القرآن الكريم غير ذلك. ومن هذا ترون أن الأستاذ العجمي لم يوفق في اعتراضه وأن الصواب أن يقال (مازال، ولا يزال) في الماضي والمضارع. عبد السلام النجار تعقيبان: 1 - أحب أن تعلم الآنسة الأدبية سعاد كامل أنى لازلت عند وعدى، فسأتكلم قريباً عن الشاعرين الكبيرين محرم والكاشف على صفحات الرسالة، وأظن الآنسة الفاضلة تعرف أنى بعيد عن القاهرة الآن، فلا سبيل إلى دار الكتب المصرية في الريف، وهى بما تحتويه من جرائد ومجلات أدبية، مرجع الباحث عن قريض شاعرين عظيمين، لم يقدر - بعد - لديوانيهما الظهور في سفر شامل محيط، فإلى الغد القريب أن شاء الله. 2 - وقع في قصيدتي (المجاهدة الشهيدة) المنشورة بالرسالة تطبيع أدى إلى اختلاف الوزن وغموض المعنى.
وفيما يلي تصحيح الأبيات المحرفة. كعصافير ظنت الأيك يخلو ...
من شريك فبوغتت بالصقور كل ليث يهيج في صدره البأ - س كنار تشب في تنور سمعت في الدجى البهيم أنينا ...
لجريح يئن تحت الصخور محمد رجب البيومي

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير