لكأنّ وجهَكِ ، يا صديقةُ ، في المتاهةِ ، وجهُ أختي |
ألَقٌ له ألقٌ ، ومعنىً غيرُ معنىً ، أو كلامِ |
لا بُدَّ أن أمضي ، وأن أجدَ التفرُّدَ في الزِّحامِ |
ولَئنْ تعثّرتِ الخُطَى ، ونسيتُ ما مَرمى سهامي |
فلأنّ ما يعني الكلامُ الآنَ قد يعنيهِ صمتي |
" أنا يا صديقةُ متعَبٌ حتى العَياء فكيف أنتِ ؟ |
أمشي ، ولكني المُسَمّرُ ، والسّحابُ الجونُ بيتي |
ماذا؟ أأهجسُ في الهجيرِ مَتالعَ الثلجِ البعيدِ ؟ |
هل تُولَدُ البيداءُ من كَفّيَّ، أم كفّايَ بِيْدي؟ |
والنهرُ هل غنّى؟ ام الماءُ المتعتعُ بالنشيدِ؟ |
إني انتظرتُكِ لم تجيئي، وارتجيتُكِ ...لم تَبتِّي |
" أنا يا صديقةُ متعبٌ حتى العَياء ، فكيف أنتِ؟ |
في الطائراتِ أحومُ ، أسألُ عن مَداركِ حيثُ حُمتِ |
زوّادتي بِيَدي، وملء مسدّسي الطلَقاتُ ملأى |
أيظلُّ هذا الكونُ أشيبَ؟ كيف لم أعرفْه بدءا ؟ |
ساُهاجمُ الثُّكناتِ ، أمنحُ جُندَها خبزاً ومنأى |
وأصيحُ بالمدنِ التي نامت: لأجلكِ كان صوتي |
" أنا ياصديقةُ متعَبٌ حتى العياء ، فكيف أنتِ؟ |
في لندنَ الخضراءِ تأخذني الشوارعُ نحوَ نَبْتي |
لي نخلةٌ في أولِ الدنيا ، ولي في النخلِ سعفةْ |
والكأسُ ماءُ الطَّلعِ...يا ما كانتِ الأيامُ رشفةْ! |
يا ما ، و يا ما ...فلتَغِمْ عيناكَ، ولْتُجْفِلْكَ رجفةْ |
الليلُ يُضويني ...أنا المقطوعَ عن ولَدي وبنتي |
" أنا ياصديقةُ متعبٌ حتى العياء ، فكيف أنتِ ؟ |
هل يستقيمُ الخَطُّ ، حتى عبرَ أنمُلةٍ ونَحْتِ؟ |
أم هل تدورُ دوائرُ الدنيا كما كنّا نريدُ ؟ |
بالأمس ِكنّا أمسِ ، أمّا اليوم فالأمسُ الجديدُ |
أتقول لي عيناكِ إني في التساؤلِ أستزيدُ ؟ |
قسَماً بآلهةِ العراقِ لأختمَنَّ عليكِ صوتي |
" أنا يا صديقةُ متعَبٌ حتى العَياء ، فكيف أنتِ ؟ |