( 1 ) |
يا أنتَ ، العابرَ كلَّ دوائرِ هذي العتْـمةِ ، دائرةً دائرةً ، |
لتُـطوِّقَ عنقي كالأُنشـوطةِ ، من مسَـدٍ وحريرٍ حيناً |
من فخّارٍ وتهاويلِ جداريّاتٍ حيناً ،من أهدابٍ خِيطتْ أحياناً، |
يا أرضاً كانت ماءً،ياماءً كان الأرضَ.هنا ترتفعُ الصلواتُ |
نشيداً باسمكَ، أو تنفرعُ الفلَـواتُ...أُحَيِّـيك،وأحْـييكَ، |
وأسألكَ الغفرانَ اليومَ،وأسألُـكَ النسيانَ غداً.سـتمُـرُّ |
الدبّاباتُ على ساقَيكَ مُجلجِلةً في كتمانٍ من سُـرُفاتٍ طينٍ، |
وسيمتدُّ رقيمٌ (تشويهِ شموسٌ ثابتةٌ) من رمل الفاو وأوراقِ |
الحنّـاءِ إلى الصخرِ المقدودِ ربايا وطرائدَ من آشورَ.أنا أسألُكَ |
المغفرةَ،الهدأةَ،شـكّـلتَ جبيني بالوسمِ،وعلّـقتَ ذراعي |
اليسرى بالكُـلاّبِ،وقُـلتَ: أُحَـمِّـلُكَ الآنَ دمي . |
ما كنتَ صغيراً لتكونَ كبيراً.أنت الإسمُ الأولُ والمَـوئلُ . |
أنتَ عدُوِّي مُـذ كنتَ،صديقي مذ كنتُ...ستأتي أسرابُ |
الطيرانِ الحربيّ مجلجلةً تحتَ سـماءٍ من صَـهَـدٍ ... |
سيكونُ هواؤكَ محتقناً بالبارودِ ومختنقاً ،لكنكَ تبحثُ عني، |
أنا،إسـمِكَ،كي تقتلني. الدبّاباتُ تُبددُ جِلدَكَ،والطيرانُ |
الحربيُّ يمزِّقُ أهدابَكَ،لكنكَ ملدوغاً تتبعُني كي تسلخَ أجفاني؛ |
وتُـمزِّقُ أضلاعي كي تأكلَ قلبي.لستَ الآنَ الطيرَ المرموقَ |
عصائبَ...لستَ النسرَ القادمَ من حِـمْـيَـرَ ، لسـتَ |
الهُدهدَ ،لستَ حمامةَ نوحٍ،لستَ الرخَّ...فمن أينَ أتاكَ |
اللونُ الميِّتُ هذا؟ من أين أتتكَ القَـصْـباءُ لتبريها صعدةَ |
رمحٍ؟ أنتَ هنا اللحظةُ.تَـغفَـلُ عمّـا ترسُمُـه سُرُفاتُ |
الدباباتِ،وتَـغفلُ عمّـا يمحوهُ الطيرانُ الحربيُّ ، ولا تَغفَلُ |
عني...فَـلْـتَهدأْ ،أرجوكَ ! اهدأْ، واتركني أتمرّغْ في غُصصِ |
الأحلامِ،اتركْـني أتمرّقْ قصصَ الأعوامِ...أنا ابنُكَ،صِنوُكَ، |
حاملُ أختامِكَ في جيبِ الصدرِ، وعنوانُكَ حين تغيبُ طويلاً. |
لا!لا تبتلعِ الدباباتِ كما تبتلعُ الملحَ، ولا تمسحْ بالسَّــعفِ |
الطيرانَ الحربيَّ... وأنصِتْ لي في ضجّـةِ هذا الوادي الهامدِ: |
هل تسمعُ شيئاً؟ هل تهجسُ ما يفعلُهُ النملُ هنا تحتَ جذورِ |
النخلِ؟ هل الماءُ يسيلُ من الصخرةِ ؟ يقطرُ...يقطرُ... |
يقطرُ...،قلتُ لـكَ: اسمـعْـني! ذاك دمي يتقطَّـــرُ |
في الهدأةِ. نبضي هو ما يفعلُـهُ النملُ حثيثاً تحتَ جــذورِ |
النخلِ... |
اسمــعْـني! |
(2 ) |
مقهىً على " بابِ الزُّبيـر"... |
تُقابلُ المقهى من الجهةِ اليمينِ ، الشُّـرفةُ الخشبُ التي جاءت |
من الهند البعيدةِ. واليسارُ يضمُّ مكتبةً ودكّـاناً لبيع الخردواتِ. |
وأنتَ حين تكونُ في المقهى ستشربُ شايَكَ المألوفَ، ثم تقـومُ |
مبتهجاً ، لتدخلَ غرفةَ البلياردِ: |
طاولةٌ |
وعشبٌ أخضرٌ |
وكُـراتُ ألوانٍ... |
سـتُـلقي نظرةً عجلى، وتمضي نحو زاويةٍ |
تراقبُ... |
أنت لا تستعجلُ الأشـياءَ |
والتاسُ الذين رأيتَـهم في غرفة البلياردِ لا يستعجلون؛ |
وسوف يدخلُ آخرون الغرفةَ... |
الساعاتُ تمضي |
والهواءُ الرطْـبُ يدخلُ في القميص ويستقرُّ حرارةً منقوعةً في الصدرِ. |
أنت تراقبُ: |
المتفرجون تكاثروا في غرفةِ البلياردِ |
لكنّ الذين تَقاسَـموا كلَّ العِـصِـيِّ تبادلوا الأدوارَ |
ظلوا ، وحدَهم، في لعبةِ البلياردِ ، يقتاتونَـها |
كرةٌ هنا حمراءُ |
أخرى بَـعدها سـوداءُ |
واحدةٌ تُـلاحقُـها العصيُّ ، وحيدةٌ بيضاءُ... |
كان اللاعبون يُـداوِلونَ عِـصيَّـهُـم و كُـراتِـهم |
لاهينَ عمّـا تفعلُ الأشياءُ |
لاهينَ عن متفرجينَ رأوا في لعبةِ البلياردِ لعبتَـهم ؛ |
وإنْ شـئتَ الحقيقةَ قال أربعةٌ من الشـبّـانِ همسـاً : |
غرفةُ البلياردِ ليستْ ثُـكنةً... |
............... |
............... |
............... |
ما أغربَ المقهى على " باب الزُّبير" ! |
( 3 ) |
قِـعْـبٌ من سامرّاءَ. البئرُ ، المطويُّ كقنبلةٍ في النسيانِ ، يفوحُ قليلاً. |
هذي جَـفَناتي و نذوري. سنبيتُ الليلةَ في الصحنِ. وفي منتصَف الليلِ |
نُـراوغُ ذاكَ القـيِّـمَ كي نهبطَ في البئرِ. الليلُ نحاسٌ.سترِنُّ خُطانا بينَ |
النجمِ وقلبِ الأرضِ.سنهتفُ:تحيا الحريّةُ!ثمّ نُدَلِّـي حبلاً ونلوذ بهِ حتى |
نلمسَ قاعَ البئرِ...، النسوةُ جئنَ هنا من كلِّ ضـواحي بغــدادَ ، |
النسوةُ بالأسودِ والوشمِ الفيروزِ وأغنيةِ الموتى ، والنسوةُ يدعونكَ يا غائبُ، |
يا ساكنَ رضوى ، يا مُـطْـعِمَـنا عسلاً وفراتاً.سنبيتُ الليلةَ في الصحنِ، |
فلا تطردْنا من مَـلَـكوتِـكَ، لا تتركْـنا لذئابِ البرِّ. يتامى نحــنُ، |
ضعافٌ ، وذوو أطفالٍ، فارحمْـنا يا ساكنَ رضوى، أغمِـضْ عينيـكَ |
الجوهرتينِ، ودعْـنا نهبط في البئرِ. ستعرفُ من رائحةِ الحبلِ الجُـوتِ |
منازلَ حَـيرتِـنا.لسنا سـفهاءَ ، وأعيُـنُـنا سُـمِـلَتْ منذُ قرونٍ |
في حربٍ ظالمةٍ ، عبرَ قُـرىً ظالمةٍ . لن نحلمَ حتى بندى كـفَّـيكَ . |
فنحن خرجنا من أجداثٍ كي ندخلَ أجداثاً. لا أكفانَ لنا ، لا صـلواتٍ. |
لا آسَ ولا سـدرَ ولا كافورَ. مباركةٌ طـلْـعتُـكَ ، اسمعْـنا يا سبطُ |
هنا ... في قاع البئرِ ستسمعُـنا. هل تعلمُ ، يا سبطُ، بأنّ قنـــابلَ |
B 52 ، وقذائفَ مدفعنا الهاوتزر ، ذرَّتنا في الريح غباراً من لحـمٍ وعظامٍ؟ |
هل تعلمُ، يا سبطُ، بأنّـا كنّـا جوعى وعُـراةً حينَ قُـتِـلْـنا ؟ هل تعلمُ |
يا سبطُ ، بأنّـا حينَ ظمِـئنا أُورِدْنا بنزيناً ثم رُمِـينا برصاصٍ يشـعلنا؟ |
تحيا الحريةُ!في " الفاوِ" شربنا الغازاتِ السامّـةَ حتى ذابت أعيُـنُـنا |
كالشحمةِ في القيظِ، وفي كردستانَ أكلْـنا لحمَ الأكرادِ على السيــخِ. |
إذاً، نحن وحوشُ الكونِ، بقايا اللهبِ المتدافعِ من جوفِ التنِّـينِ ، ضِـباعُ |
الغاباتِ المنسيّةِ في كتبٍ بائدةٍ... هل تسمعُنا يا سِـبطُ؟ وهل تأذَنُ للذئبِ |
بأنْ يغدو حمَـلاً في لحظةِ إيمانٍ ؟ هل تأخذُ منّـا أنفُسَـنا؟ إنّـا ، يا سبطُ، |
التوّابونَ، وإنّـا يا سبطُ، الكذابون. فهل تأخذُ يا ساكنَ رضوى ، اليومَ ، |
بأيدينا؟ هل تمنحُـنا نفحةَ روضٍ ورضاً ؟ |
كم كان عراقُ الوهمِ جميلاً ! |
تحيا الحريةُ ! |
حبلُ الجُـوتِ تدلّـى. |
والأنشــوطةُ مُـحـكَـمةٌ. |
والبئرُ يساوي نصفَ المترِ... |
ســلاماً ! |
( 4 ) |
مقهىً على " شطّ العرب "... |
قد كنتُ ذوّبتُ المرارةَ في فمي مُـتَمـطِّـقاً بالشاي... |
كان النهرُ أبيضَ |
ثَـمَّ أشـرعةٌ ، ولمحٌ من نوارسَ لا تُـطيقُ البحرَ |
( رامبو قال ...) |
كان النهرُ أبيضَ |
والنخيلُ هو الذي نلقاهُ في اللوحاتِ حسبُ ، |
أتحسَـبُ الدنيا مُـضيَّـعةً ؟ |
أريدُ الآنَ أن أُحصي الدقائقَ: |
تحتَ كالبتوسـةٍ جلستْ فتاةٌ فجأةً . في البُـعدِ يمْـرُقُ زورقً ، والقطةُ |
السوداءُ تخمشُ جذعَ صفصافٍ تهدَّلَ شَـعرُهُ في الماءِ . كان البـــارُ |
عبرَ الشارعِ الكورنيشِ أعلنَ نورَه. بحّـارةٌ ( جاؤوا من النرويجِ ؟ ) |
يفتتحون ليلتَـهم. تهلُّ الهندُ بالسمبوسكِ. السفنُ الثلاثُ لشرقِ إفريقيّةَ |
ارتعشتْ قليلاً. كانت الأمواجُ تعلو. أين نذهبُ في المساء الماثلِ ؟ الشايُ |
الذي أهملتُـهُ ما زال منتظِـراً. وعبرَ الضفةِ الأخرى أرى سيارةً. شفتي |
تُدغدغني.تكون الشمسُ لِـصقي.ألمُـسُ الكرسيَّ. نورٌ في الهواء يَشيعُ. |
بعد غدٍ سيحملُـني القطارُ إلى محطاتٍ وراء النهرِ . موسكو ربّـما... |
............... |
مقهىً على" شط العرب"... |
كانت تماثيلُ الجنودِ( وأقرأُ: الضبّـاط ) تصطفُّ. الوجوهُ قبيحةٌ. وإشارةُ |
الأيدي إلى إيرانَ أقبحُ. وحدَه، بَـدرٌ، تُسَـوِّرُهُ مزابلُ يومِه العاديّ... |
لن تأتي الحمائمُ كي تحطَّ ، ولو لتذرقَ ، فوقَ لِـمّـتِـه الخفيفــــةِ، |
سوف تأتي الطائراتُ. وسوف تنقضُّ الصواريخُ البعيدةُ بغتةً في هدأةِ الجنديّ. |
تلك الساعةُ الدقّـاقةُ السوداءُ ( جاء بها إلينا أرمنيًّ )سوف تعلو في الهواءِ |
( كأنها من صُنعِ سـلفادور دالي )... لم تَـعُـدْ في بصرةِ البِــصريِّ |
أروقةٌ ، ولم تعدِ القناطرُ ( وهي من جذع النخيلِ ) صراطَنا نحوَ السمـاءِ . |
الليلُ مُـنقَـضٌّ...سنسكنُ في مقابرنا. أليس البومُ أجملَ ؟ |
غَـنِّـنا يا قاطعَ الأوتارِ، غنِّ... |
الليلُ مشتعلٌ بنيرانِ القيامةِ، والضفافُ مليئةٌ بمسابحِ الألغامِ ، والأسـماكُ |
صارت تأكلُ اللحمَ المدوِّدَ مثلَـنا. |
غنِّ، " المقاهي أغلقتْ أبوابَـها"... |
غنِّ ! |
( 5 ) |
الليلُ ببغدادَ يجيء سريعاً . الليلُ ببغدادَ يُقيمُ طويلاً . منذ قــرونٍ |
والليلُ ببغدادَ يجيء سريعاً ويقيمُ طويلاً . ســيقولُ الحدّادون سئِمْنا |
العيشَ، صناعتُنا السيفُ ، وصنعتُنا الضّعفُ . يقــولُ النجّـارون |
سـئمنا العيشَ، صناعتُنا التابوتُ . يقولُ الحَـذّاؤون سئمنا العيش، |
صناعتُنا جزماتُ الجيشِ. يقول الشعراء سئمنا العيشَ ، صنـاعتُنا |
أصباغُ الوجهِ. يقول أطبّـاءُ المستشفى نحن سئمنا العيشَ ، صناعتُنا |
أن نصلمَ آذاناً أو نجدعَ ( مثل زمان الحَـجّـاجِ) أنوفاً. ويقول الحلاّجُ: |
تُـرى ، هل صار الحلاّجُ الناسَ جميعاً ؟ |
قمرٌ يتطاولُ. والنجمُ تضاءلَ. أين منائرُ وادي الذهبِ؟ الخيلُ مُـطهَّـمةٌ، |
والناسُ سـواسيةٌ، والحجرُ الأسـودُ في البحرينِ. كأنّ سماءً من قصديرٍ |
تُطْبِـقُ. يا أخبارَ الصحفِ الأولى، يا أشجارَ السبيِ ، ويا أرصفةَ النفيِ... |
الليلُ ببغدادَ يجيء سريعاً. أسـرعَ من صاروخِ قيامتنا، أسرعَ حتى من |
صاعقةِ الرؤيا. أحياناً نتذكرُ أنّـا بشـرٌ، أنّ لنا ، كالحيوانِ، عيوناً ... |
أنّ لنا أطرافاً تتحركُ أيضاً. نحن بلا أسماءَ...لماذا تُرخين ضفائرَكِ الأبنوسَ |
على زندي؟ ولماذا يتمشّـى زندُكِ هذا العاجُ على شفتيَّ؟ لماذا ترتعشين؟ |
ألِـلَـذّةِ ترتعشينَ؟ أنا أغمضتُ العينينِ وأعطيتُكِ أجنحتي. سنســافرُ، |
قولي: سنسافرُ...قولي إن الناسَ يعيشون على القاراتِ القمَـريةِ كالناسِ. |
وقولي إن لديهم أروقةً وحدائقَ...سوف تهدهدني كلماتُـكِ حتى الموت. |
الموجةُ تتلو الموجةَ |
كان بدجلةَ بيتُ الساحرةِ . الضفةُ العاليةُ اصطفقتْ بالماءِ الأحمرِ. سوف |
نشـيِّـدُ عاصمةً ، ونمـدُّ جســوراً. |
لكنّ اللوحةَ تهتــزُّ... |
اللوحةُ وهي على الحائطِ تهتزُّ ، |
ونسقطُ منها. أنتِ. أنا . نسقطُ منها. ها نحن غريبانِ هنا ، ها نحن فقيرانِ |
هنا ، يُـرعدُنا البردُ ، وينهشنا الجوعُ ، ويهتكنا الجرَبُ الضـــــاري |
مثلَ كلابِ البدوِ ، |
ســلاماً يا أرضَ الثمرِ الأولِ |
يا أرضَ الطينِ المعجونِ بآلهةٍ... |
يا نبعَ الريحانِ |
ســلاماً... |
( 6) |
مقهىً ل" سـيدوري " على البحرِ: |
السفائنُ ألقتِ المرساةَ فجراً ، وهي تنتظرُ المسـاءَ ليلتقــي |
البحّـارةُ الحكماءُ تحتَ سقيفةِ المقهى. و سيدوري تهيّءُ منذُ |
أزمانٍ ، موائدَها، وتمشُـطُ شـَعرَها ، وتُحـاورُ المرآةَ... |
في الأفقِ البعيدِ سلآلمٌ تَـرقى وأبخرةٌ. |
ستَـنبتُ ، بغتةً ، صفصافةٌ. |
قصبُ السقيفةِ كان مضفوراً ومؤتلقاً. |
زلابيةٌ سقيفةُ ذلك المقهى... |
وخمـرٌ في الجِـرارِ |
وفي الجفَـناتِ ترغو ، حرّةً ، جُـعةُ الشعيرِ |
وفجأةً، نادى المـُنادي: |
أين سيدوري؟ |
وعادَ الصوتُ يطفو كالنوارسِ : |
أين ســيدوري؟ |
وسـيدوري تهيّءُ منذُ أزمانٍ ، موائدَها ، وتمشطُ شَـعرَها ، |
وتُـحاوِرُ المرآةَ... |
ســيدوري ، سـتُـجلِـسُ ، في المساءِ ، الكونَ |
سوف تكونُ ربّـتَـهُ |
وسـاقيةً تُجالِـسُ أهلَـهُ ، البحّـارةَ الحُـكماءَ |
سـوف تقولُ ســيدوري نُـبُـوءتَـها |
وتُـعلنُ صوتَـها |
أعلى من الصفصافةِ الأولى |
وأعلى من سلالمِ ذلكَ الأفقِ البعيدِ... |
وسوف يجلسُ حولَـها البحّــارةُ الحُـكماءُ |
في أســمالِـهم |
وعلى جدائلِـهم بُـروقُ البحرِ ، والملحُ... |
................ |
................ |
................ |
السفائنُ سوف تُـقلِـعُ مرةً اخرى... |