تعشيق
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ليس بالمعنى الدقيقِ ، القولُ : | إنّ امرأتي ( أعني فَـتاتي ) هجرتْــني فجرَ هذا اليومِ … | حقّـاً ، خطفتْ ســروالَها والصُّـدْرةَ الصوفَ ، من الكرســيّ | ثمّ اندفعتْ ، مُـطْـبِـقةً باباً ، لكي تهبطَ كالبرقِ | على السُّــلَّــمِ … | كانَ المطرُ استجمَعَ ما يَـهوي به فوقَ الزجاجِ ؛ | الريحُ | لم تتركْ على الأشجار إلاّ بضعَ أوراقٍ | كأن الأرضَ كانت ، منذُ كانت ، ورقـاً أصفرَ مبلولاً ومبذولاً … | أقولُ : المرأةُ – القطّــةُ | حقــاً غادَرَتْـني … وهي لم تعبأْ بما يعصفُ | لم تعبأْ بما لا يوصَفُ : الرعدِ ، وهذا الوابلِ الــمُـنْـهَــلِّ … | والرجفةِ ؛ | طولَ الليلِ كانت طائراتٌ تَـعْـبـرُ الأعصابَ نحوَ البصرةِ . | الريحُ هديــرٌ مَــعـدِنـيٌّ | شــاحناتٌ هي إيكاروسُ ليليّــاً | ومَــعنى القولِ … | لم أعرفْ لماذا لم أقُلْ للمرأةِ : اسْــتَــأني رجاءً ! | ولماذا لم أَقُــمْ من مضجعي أَتبَـعُــها … | أنا شخصٌ ساذجٌ | في منتهى التهذيبِ … | يشـــتدُّ هديرُ الطائراتِ | الريحُ لا تحملُ إلاّ الطائراتِ | الطائراتِ | الشاحناتِ الجُــنْــدَ في الليلِ إلى البصرةِ . | إن امرأتي أطبقتِ البابَ | لكي أُصغي إلى صمتي وحيداً … | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (سعدي يوسف) .