رمنا الفخارَ فنلنا منه ما شينا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
رمنا الفخارَ فنلنا منه ما شينا | لما مشى في طريق المجدِ ماشينا |
نحنُ الكرامُ وأبناء الكرام فإنْ | تجهل مكارمنا ؛ فاسأل أعادينا ؛ |
واسألْ لسانَ المعالي ؛ ما تلافينا | وقل للاحقنا ما أنتَ لافينا |
فربّ مجدٍ تلافينا بناهُ وقدْ | وَهي ؛ فمنْ ذا تلافاهُ تلافينا |
الشمسُ والبدرُ أدنى من مراتبنا | والأنجمُ الشهب غارتْ منْ مساعينا ؛ |
سعى إلى غاية ِ العليا فأدركها | ونالَ من شأوها ما رام ساعينا ؛ |
لنا طريقٌ إلى العلياء واضحة ٌ | يسيرُ رائحنا فيها وغادينا ؛ |
يسيرُ في طرق العلياء سائرنا | فيهتدي بنجومٍ من أيادينا ؛ |
وكم بخيل تراه في الأنام ؛ ولا | والله لا كان لا منا ولا فينا |
هلْ يعرفُ المجدُ إلاّ في منازلنا ؛ | وَهل يحلّ الندى إلاّ بنادينا |
ما إن سئلنا مدى الأيامِ بذلَ قرى | إلاّ وجدنا بما تحويه أيدينا |
لا نسأم الضيفَ إن طالتْ إقامته | ولا نخيب فينا ظنّ راجينا ؛ |
نمشي إلى الموت في يوم الوغى قدماً | وهاتفُ النصر بالبشرى ينادينا |
لنا عزائمُ تدني ما نرومُ ؛ فما | أدنى خراسان إنْ رمناهُو الصينا |
لا يستميل الهوى منا النفوسَ ولاَ | حبُّ البقا عن سبيلِ المجد يثنينا |
ماذا يعيب العدا منا سوى حسبٍ | ضخمٍ ؛ به سادَ قاصينا ودانينا |
وإننا لوْ دعونا الدهرَ نأمرهُ | لقامَ طوعاً يلبي صوتَ داعينا ؛ |
ما نابَ جاراً لنا في الدهر نائبة ٌ | إلاّ وكنا إذن عنهُ المحامينا |
يا منْ يسائلُ عن قومي ؛ رويدكَ ما | جهلت إلاّ العلى والمجدَ والدنيا . |
قومي الألى ما انتضوا أسيافهم لوغى ً | إلاّ وعاودوا لآي النصرِ تالينا ؛ |
قومٌ إذا لبسوا ثوبَ القتام غدتْ | أعداؤهم في ثياب النصر عارينا |
إن تلقهمْ تلقَ أحباراً جهابذة ً ؛ | أو طاعنين العدا شزراً ورامينا |
قاموا مع القاسم المنصور واجتهدوا | وجرعوا التركَ زقوماً وغسلينا ؛ |
و للمؤيد قد أذكتْ صوارمنا | وقائعاً أذكرتْ بدراً وصفينا ؛ |
وقائم العصر اسماعيل قد نصرتْ | سيوفنا وأجابتهُ عوالينا ؛ |
لمْ نألُ جهداً إذنْ في بثّ دعوتهِ | إذ قام فينا بأمر اللهِ يدعونا ؛ |
وحبّ آل رسول الله شيمتنا | وفخر حاضرنا دوماً وبادينا ؛ |
سلِ الأئمة َ عنا أيّ ملحمة ٍ | لسنا بأرواحنا فيها مواسينا |
مضتْ على حبّ أهل البيت أسرتنا ؛ | ونحن نمشي على آثارِ ماضينا ؛ |
فمنْ يفاخرنا أمْ منْ يساجلنا | أمْ من يطاولنا أمْ منْ يدانينا |
يكفيك أنّ لنا الفخر الطويلعلى | كل الورى ما عدى الآل الميامينا |
عليهمُ بعد خير الرسلِ جدهم | أزكى وأفضل ما صلى المصلونا .. |