سقى العقيقَ ؛ فالديارَ فاللوى
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سقى العقيقَ ؛ فالديارَ فاللوى | سحائبٌ تضحكُ منهنّ الربى |
وجادها هامي الغمام رائحاً | على رباها غادياً كما تشا ؛ |
ولا خلتْ عن أهلها طول المدى | ولا تخطى نحوها صرفُ القضا ؛ |
فكم بها من أغيدٍ مهفهفٍ | تخجل من الحاظه بيضُ الظبى َ ؛ |
له على رغمي كما شاء الهوى | مني صفا الودَّ ؛ ولي منه القلى |
ساجي الرنا ؛ يمشي بقدًّ أهيفٍ | يهزؤُ بالغصنِ الرطيب إنْ مشا |
يكاد غصنُ البانِ يحكي لينه | وقده يقولُ مهلاً لا سوا .. |
أظلّ من غرته وفرعهِ | مولهاً بين الصباح والمسا ؛ |
يسومني العاذل فيه سلوة ً | ولي فؤادٌ عن هواه ما سلا ؛ |
يا عاذلي واللهِ لو رأيتهُ | لقيتَ منه ما لقيتُ من عنا ؛ |
كم ذا أقضي زمني في حبهِ ؛ | معللاً ما بينَ يأسٍ ورجا |
وكم بوعدِ وصله أطمعني | حتى إذا استنجزتهُ الوعد لوى |
وحالتِ الأيامُ دونَ وصلهِ | كأنما تحسدني على اللقا |
مالي وللدهر الخؤون لم يزلْ | عليّ للأعداء سيفاً منتضى |
كمْ ذا أغضّ مقلتي على الأذى | منه وكم أحملُ ما يوهي القوى |
وهكذا كلّ جوادٍ سابقٍ | من الورى تعيده إلى الورا . |
يا طالما عللتُ نفسي بالمنى ؛ | وما عسى تجدي لعلّ وعسى |
لأجعلنّ الصبر لي خلقاً ومنْ | يصبرْ ينلْ بصبرهِ أقصى المنى ؛ |
فربّ همًّ قد عرا ثم انجلى | وربّ يسرٍ بعد عسرٍ قد أتى ؛ |
كم فرجٍ قد جاء بعدَ شدة ٍ | وحالة ٍ حولها الله إلى . ؛ |
أما منْ حجّ ولبى ودعا | وجاء بالدين الحنيف المرتضى ؛ |
لو لمْ يكن عليَّ دينٌ جائرٌ | ولم تكنْ عندي حقوقٌ للورى |
لأرفضّنَ هذه الدنيا إلى الأخرى | وحسبي بدلاً وحبذا ؛ |
وألزم النفسَ العفافَ قائلاً | للعمرِ المقبل كنْ كما مضى ؛ |
ولم أعاتبْ سيفَ حظي إنْ نبا ؛ | ولم اقلْ لزمني حتى متى |
لكن حقوق قد ثناني الفقر عنْ | قضائها ؛ والحقّ دينٌ يقتضى ؛ |
وثقل دينٍ قد أذابَ جسدي | وترك الطرفَ سميراً للسهى ؛ |
عسى وعلّ فرجٌ معجلٌ | من خالقي يكشف هما قد عرى ؛ |
ثم الصلاة ُ والسلام ما بدا | نورٌ وما غاب الظلام واختفى ؛ |
على النبيّ المصطفى أكرم منْ | أرسله ربُّ السمواتِ العلى ؛ |
وصنوه حيدرة الكرار منْ | باهى به الرحمنُ أملاكَ السما ؛ |
والآل أرباب التقى أمانُ أهلِ الأرض | أعلام الهدى سفن النجا . |