يا قبر جادكَ وابلُ الرضوانِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا قبر جادكَ وابلُ الرضوانِ | واستوطنتكَ عواطفُ الغفرانِ ؛ |
وعلى ثراكَ تخطرت ريحُ المنى | تسري بنشر البرَّ والإحسانِ |
فلقد ثوى بثراكَ حبر ماجدٌ | حزنتْ لموقع صوته الثقلانِ |
يا ضاحكا في جنة الفردوس قد | أبكيتَ من كانتْ لهه عينان . |
ما كان أبرك منك عمراً ماضياً | قضيتهُ في طاعة الرحمانِ ؛ |
وغدونَ معتصماً به مستعصماً | بمعاقلِ التقوى من الشيطانِ . |
وسعيتَ في كسبِ الثناء فأنتَ | من كفل الثناءُ لهُ بعمرٍ ثاني ؛ |
والعلم أجمع قد غدوتَ مبرزاً | في شوط حلبته على الأقرانِ ؛ |
وبذلتَ نفسك للأئمة ِ راعياً | لعهودهم في السرَّ والإعلانِ ؛ |
وقضيتَ دهراً في القراع لعصبة ٍ | شغلوا بقرع مثالثٍ ومثاني . |
جاهدتَ في مولاك حقّ جهادهِ | تبغي رضا المتفضلِ المنانِ . |
كم منْ محبٍ قد تركتَ مكابداً | أهوال دارِ مذلة ٍ وهوانِ . |
دارِ المصائبِ والنوائبِ والعنا | وقرارة ِ الأكدارِ والأحزانِ ؛ |
أعرضتَ عن دارِ الغرورِ فأنتَ من | دار المقامة ِ في أعزّ مكانٍ . . |
كم ليلة ٍ أحييتها متهجداً | بالفكرِ والصلواتِ والقرآنِ . |
تدعو إلهكَ في دجاها قائلاً | جدْ بالفكاكِ على الأسير العاني |
لو كنتَ تملكُ إنْ سئلتَ إجابة ً | ما قلتَ إلاّ سرني وحباني ؛ |
وأباحَ لي ورد الرضى كرماً وما | برحتْ عواطفُ بره تغشاني |
وأحلني دارَ المقامة ِِ خالداً | في ظلّ ملك دائمٍ وأمانِ |
ونداؤهُ إياي ؛ فزتَ بما تشا | من جنتي ونجوتَ من نيراني ؛ |
آهٍ لو أنكَ عشتَ في أعمارنا | دهراً ؛ وكنا نحنُ في الأكفان ؛ |
هيهات لا يبقى على ملكوته | إلاّ الإله وكلُّ حيًّ فاني |
فاذكرْ أهاليكَ الذين تركتهم | يتجرعون مرارة الأحزان ؛ |
واسألْ لنا مولاك غفراناً إذا | حضرَ الحساب وزلت القدمانِ ؛ |
أحسنْ ضيافتنا غداة قدومنا ؛ | فلقد عهدتكَ مكرمَ الضيفانِ |
وصلاة ربكَ لا تزال مدى المدى | تهدى إلى المختار من عدنانِ |
والآل من عذبتْ مواردُ ذكرهمْ | من كلّ مخلوقٍ بكلَّ لسانِ |