ربنا من لطفه لا يدرك
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ربنا من لطفه لا يدرك | حار من وحده المشرك |
أوّل الخلق له الروح وقل | نفس الرحمن عن أمريك |
مثل لمح البصر الأمر بدت | روحنا عنه به تنسبك |
فاعلموها علم ذوق تعرفوا | ربكم إن رمتموا أن تسلكوا |
وابتدا كل كثيف هي من | لطف باريها كثيف درمك |
ولهذا الروح لا تدركه | هل كثيف للطيف يدرك |
إنما تشهده بفعلها | وهو فيها ظاهر مشتبك |
جلّ عنها وتعالى عدم | في وجود قط لا يحتبك |
صور يجلى بها خالقنا | فنراه جلّ من لا يترك |
كل عقل عاجز بالطبع عن | دركه حاروا به والتبكوا |
لن ينالوه بتقواهم وإن | زاد منهم صدقهم والنسك |
يا أخا العرفان هذا قمر | في سماء الغيب هذا ملك |
وهو روح سابح في بحره | مثل ما يسبح فيه السمك |
ثم عنه صدرت كل الورى | والسموات العلى والفلك |
ونجوم سبحت في أفقها | ولها في كل آن حبك |
والنهارات المضيئات التي | إن مضت تأتي الليالي الحلك |
واختلاف الناس في أحوالهم | ناشئ عنها نجوا أو هلكوا |
والعقول المستمدّات بها | لاقتناص الغيب هنّ الشبك |
كل هذا واحد في نفسه | وكثير سالموا أو فتكوا |
وهو روح وهو نور المصطفى | خلقوا منه فلا ترتبكوا |