أنا العاشق السالي لوجهك يا علو
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أنا العاشق السالي لوجهك يا علو | وطعم الجفا مرّ وطعم الوفا حلو |
جمعت بها الأضداد من كل حالة | فميت وحيّ ثم مع يقظة سهو |
وإني أنا الموجود عنها بهالها | وما أنا موجود وما لغتي لغو |
وسكر ولا سكر إذا ما شهدتها | وإن حجبت عني فصحو ولا صحو |
وسيرو ولا سيرو كشف وغفلة | وعلم ولا علم وشجور ولا شجو |
تجهمت شأو العشق في نشأة الصبى | وما من صبي فيها ولا عشق ولا شأو |
وداء الهوى داء عضال لدى الورى | وما نافع فيه المداواة لا سأو |
ونلت على قدر المنى رتب المنى | وما يستوي الولهان والفارغ الخلو |
وما قيدتني حالة دون حالة | فلا كدر في الحب عندي ولا صفو |
وأصبحت في أوج الحقيقة راقيا | فلا طلب مني لشيء ولا رجو |
ولا وحشة والكون أنس وبهجة | يلذ من الحادي لركبانه الحدو |
ولا سفر لا غربة لا إقامة | ولا حضر يوم اللقاء ولا بدو |
لقد شغلتنا الظاهرات بمن بها | لنا ظاهر حتى استوى الجدّ واللهو |
ورقت غليظات الأمور وروّقت | كؤوس المعاني فالأماني لها تلو |
فلا عجب إن طرت من رونق الهوى | وإن زج بي في نور غيبي فلا غرو |
وما الفخر إلا فخر مثلي على السوى | وزهو مقامي في التجلي هو الزهو |
ولي نفس يعلو بغير تكلف | وغير بتكليف له النفس الربو |
وبحر المنى رهوا تركناه للورى | وما بحر عشقي عند خائضه رهو |
بدت نار ليلى والظلام ينيرها | من الكون حتى زال عندي لها العشو |
وما كل ذي قلب ينال منالنا | من الغيب لكن كل بئر له دلو |
هي الروضة الغناء أغنت بحسنها | عن الكل فيها عرعر الغير والسرو |
وأغصانها منها تدلت كرامة | علينا وقد طاب التناول والعطو |
هي الجنة الفردوس والقلب بابها | ومن جاءها من نفسه صدّه العمو |
ولا جهل والعلم اللدني شعارها | ولا ذنب أذ منها التجاوز والعفو |
تعلقها قلبي فأوردت الردى | لنفس فأفنت والهوى للردى صنو |
فريدة حسن لم تزل أحدية | وليس لها مثل وليس لها كفو |
علامتها محو النفوس إذا بدت | وذلك محو للنفوس ولا محو |
تجلت على العشاق نحو مرامهم | فلذلهم في حبها ذلك النحو |
ويسعى ويعدوكل شيء بأمرها | إليها فيحلو منهم السعي والعدو |
وكنت وكانت حيث لا كان ههنا | ولكن على المعنى لها القهر والسطو |
تعالت كما شاءت بنا وتباركت | فجلت عن الإفهام وانقطع الخطو |