إلى الله نرفع أمرا ألمّ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
إلى الله نرفع أمرا ألمّ | لنا منه في كل وقت ألم |
ونشكو إليه أمورا دهت | وقد خصنا الحزن منها وعمّ |
ونلجأ في شأننا كله | إليه ليكفينا ما أهمّ |
ونطلب منه جميع الذي | نريد فيتحفنا بالنعم |
وندعوه في كل أحوالنا | بقلب منيب إليه وفم |
عساه يفرّج كربالنا | يضيق به الصدر منا وغمّ |
عساه يعالجنا بالمنى | ويكشف خطبا دجا وادلهمّ |
عساه بوفقنا كلنا | إلى أمره الندب والملتزم |
فإنا جيمعا عبيد له | وفي بابه قد وقفنا خدم |
وكم نعمة قد حبانا بها | وأعظمها خلقنا من عدم |
وكم رحمة منه وافت لنا | وكم نقمة قد تولت وكم |
يكف أولى البغي عن قهرنا | ويدفع ظلم الذي قد ظلم |
وأكرمنا دون كل الورى | وعلمنا علمه بالقلم |
وقد خلق الكل من أجلنا | ومن أجله الخلق منا استتم |
ومع ذاك نكثر عصيانه | فيا ويح عبد له ما احترم |
ونذنب سرّا وجهرا ولا | نبالي بما فيه زلّ القدم |
نباديه بالسوء وهو الذي | لنا منعم محسن من قدم |
فيا مالك الملك يا ذا الجلا | ل يا صاحب الجود ياذا الكرم |
ويا خالق الخلق يا من له | أياد علينا تفيض الحكم |
بحرمة طه نبي الهدى | ومن جاء بالنور يمحو الظلم |
وإخوانه الأنبيا كلهم | وبالتابعين لهم في الأمم |
تفضل علينا بعفو ولا | تدعنا نهلك في المزدحم |
وسهل لنا توبة نحتمى | بها في غد من لهيب الضرم |
ولا تحرق الجسم يا سيدي | بنيرانه فهو لحم ودم |
وكن راحما ذل أرواحنا | إذا ما أتيناك يوم الندم |
وهبنا جميعا لرحماك يا | رحيم وأجزل لنا في القسم |
وعنا تجاوز وكنت منعما | وداو من القلب هذا السقم |
وسامح ولا تخزنا في غد | فإنك أولى حكيم حكم |
شرعت لنا الدين نمشي به | إليك على ذا الطريق الأمم |
وآياتك الواضحات اهتدى | لها في الورى كل ذوق وشمّ |
تسمت بأشياء وهي التي | عليها لسان الجهول أنبكم |
فيا فوز عبد ترآءت له | إلى ان رآها لها فالتزم |
وأمسي وأصبح يسمو بها | وبالعز فهمها والحشم |
فيا ظاهرا والسوى باطن | ويا باطنا والسوى مرتسم |
تجليت في كل شيء كما | أردت فداء الضلال انحسم |
وبصرتنا بالتجلي وفي | بصائرنا نورك المحض تمّ |
وحوّلت عنا حجاب العمى | وأوضحت ما كان فينا ابنهم |
وأنت المنزه عن كل ما | يرام من الكون أو لم يرم |
وأنت المسبح في ملكه | بقبح الصياح وحسن النعم |
وأنت الموحد منا ومن | جميع البرايا بحال أتمّ |
وشرك أولي الجهل دعوى فقط | كما يقتضي ذاك حلم الحكم |
بل الشرك والكفر قد وحداعلأنهما نوعُ خلقٍ هجمْص فما في الوجودِ سوى واحد سقط شطرين ص | وأفعاله لا سوى ذاك ثمّ |
فلا تعرضوا عنه أنتم به | كما الفعل من فاعل ما انقسم |
وقوموا إلى باب إحسانه | لتحييوا بإقبال محيي الرمم |
ولا تكسلوا أو تخافوا على | نفوسكمو منه فاللطف جمّ |
ولا تنفروا عنه فهو الذي | دعاكم إليه بأهل العصم |
فعين الجلال إليكم رنت | ووجه الجمال زها وابتسم |
وأنتم عباد كريم وما | ببخل الهكمو متهم |
فإن الذي هو رب لنا | قريب إلينا سناه وهم |
وجدنا به ومددنا به | وضمّ به شملنا وانتظم |
فلا تقنطوا منه والجؤوا لي | حماه ولوذوا بهذا الحرم |
وإن عطاياه مبذولة | وقد فاز قاصدها واغتنم |
فسبحان من أعجز الكلّ عن | معاني الوصول إذا الكل همّ |
وجلّ الذي أوقف العقل في | قصور وحير كل النسم |
فلا الفكر يعرفه لا ولا | له يدرك الفهم حيث اقتحم |
فسلم إليه وكن طالبا | له باجتهاد وخلّ الوهم |
وإن شئت قم بعد هذا له | بنفسك سعيا وإن شئت نم |
وكن سائرا بشراع التقى | إليه به إن جدواه يمّ |
فيا ربنا كن معينا لنا | وساعد على ما دهى واصطلم |
ولا تترك القلب في حيرة | وجهل به البعد عنك انتقم |
وصل وسلم على المصطفى | شفيع البرية زاكي الشيم |
ومن قد أتى رحمة للورى | وعنا به قد أزيلت نقم |
ورضوان ربي عن آله | ذوي المجد والقدر فينا الأشم |
وأصحابه الغرّ أهل التقى | كواكب فضل إليها يؤم |
وعن تابعيهم بخير وعن | مشايخنا القوم أهل الهمم |
وعن كل إخواننا دائما | بغير انتهاء وغير عدم |
مدى الدهر ما هب ريح وما | توالي على الروض صوب الديم |
وما قال يدعوه عبد الغني | إلى الله نرفع أمرا ألمّ |