أدر صرفاً خمور ألا ندرينا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أدر صرفاً خمور ألا ندرينا | على شعث الرجال الاندرينا |
وروق أيها الساقي شراباً | طهوراً لذة للشاربينا |
ولا تمزج فإن المزج شرك | حرام في طريق العار فينا |
فإنك أنت نور النور باد | وإن سموك لي طه الأمينا |
ألا يا ابن المدامة كن رفيقي | على صرف زكت شرعاً ودينا |
وخذها من يد الساقي ودندن | لها واسلك بها الدرب اليمينا |
وعربد بين أقوام كرام | متى قاموا يقوموا أجمعينا |
هي الروح التي الأموات تحيا | بها فنقوم جمعاً طائعينا |
معتقة ورثناها ففزنا | بها من عهد آدم عن أبينا |
أبونا الغوث محي الدين هذا | وجدناه بواقعة رأينا |
هي الحانات والكاسات تملى | فنسقيها القلوب الآمنينا |
ونكشف وجهها لرجال صدق | محارمها وليسوا أجنبينا |
عصابة وحدة كانوا بخبث | فحاؤونا فصاروا طاهرينا |
يظل يسوقهم ساقي الحميا | إلى حان الطلا حينا فحينا |
فيعطفهم عليه ويصطفيهم | له ويحنّ جانبهم حنينا |
هلموا يا رجال الغيب واسعوا | وصلوا واركعوا بي ساجدينا |
وإياكم وغيب الغيوب عنه | فصوموا ثم كونوا مفطرينا |
بما يبدي لكم من كل شيء | فإن الشيء يظهره لدينا |
وأما ذاته فعلت وجلت | فليس بها الحوادث عالمينا |
وإن كانوا ملائكة كراما | وكانوا أنبياء مرسينا |
فإن جميعهم منها تجلى | عليهم مثل فعل الفاعلينا |
كما ظهرات بآدم وهو خلق | فأعمت عنه إبليس اللعينا |
وظنّ بأنه للذات يدري | لهذا كان أقوى العابدينا |
وقد رام المحال وليس إلا | مظاهر فعل أسماء يرينا |
فقل سجدت لآدم مذ تجلى | به ربي ملائكة يقينا |
وابليس اللعين أبى سجودا | لديه فلم يجد أحداً معينا |
وكان بجهله عبداً كفوراً | برب ظاهر في الجاهلينا |
فوسوس في المظاهر رام صدا | لها عن سر رب العالمينا |
ألا ما ثم غير الله غيب | مظاهره بدت للعاشقينا |
فأنكر بعضهم والبعض يحظى | به رغماً لانف المنكرينا |