إليك من البعد قلبي دنا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إليك من البعد قلبي دنا | |
ومنك لقد نلت كل المنى | |
فيا من لنا قال إني أنا | |
أتيناك بالفقر يا ذا الغنى | وأنت الذي لم تزل محسنا |
وعند الصباح وعند المسا | |
نهيم اشتياقا بفرط الأسى | |
عهدناك برّابنا مؤنسا | |
وعودتنا كل فضل عسى | يعود الذي منك عوّدتنا |
سراة الهوى بالهوى ولهوا | |
وفيك عن الغير قد توهموا | |
إليك كفوف الدعا وجهوا | |
مساكينك الشعث قد موّهوا | بحبك إذ هو أقصى المنى |
لقد جاء من فرعنا أصلكم | |
ونحن الذي عمنا فضلكم | |
وهيهات أنا نكافي لكم | |
فما في الغنى واحد مثلكم | وفي الفقر لا عصبة مثلنا |
فنينا بمن لم يزل سرمدا | |
ومنه به قد سمعنا الندا | |
ويا من خفى عن عيون العدى | |
رأيناك في كل أمر بدا | وليس من الأمر شيء لنا |
طمسنا بأنواركم والسنا | |
وآل الورى عندنا للفنا | |
وقد ارص لي حبكم ديدنا | |
سترت اسمكم غيرة ها أنا | أموه بالشعب والمنحنى |
جرت خوف هذا الجفا أدمعي | |
وشوقي به التهبت أضلعي | |
وأنت الذي لا سواه أعي | |
إذا كنت في كل حال معي | فعن حمل زادي أنا في غنى |
على سيرنا لم يزل سيركم | |
وفي روض قلبي شدا طيركم | |
وخير جميع الورى خيركم | |
فأنتم هم الحق لا غيركم | فيا ليت شعري أنا من أنا |