بالله اي من رماني بالصدّ والهجران
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بالله اي من رماني بالصدّ والهجران | جسد بالوصال فإني متيم ولهان |
وليس عندي صبر عن اللقايا يا حبيبي | والقلب في كل وقت يذوب بالأشجان |
خاطب بروق الروابي تكف عني وميضا | فإنها خطفتني بذلك اللمعان |
وقل لنسمة ذاك الحمى تجود علينا | بطيب ورد وإلا بنفحة الريحان |
يا من تنكر حتى عداه قد جهلوه | وعن محبيه لم يخف كيفما قد كان |
ظهرت في كل شيء والشيء غيرك عندي | وأنت أنت يقينا وكل شيئ فان |
إن قلت أنك إني جهلت ذاتك اذلا | وجود مع نور حق لظلمة الأكوان |
وإن أقل أنت غيري فقد زعمت شريكا | لأن ذاتك تأبى يكون معها ثان |
وكيف والحق حق وما سواه محال | وأين محض كمال من خالص النقصان |
هذا الوجود خيال وكلنا في منام | وليس يوجد إلا حقيقة الإنسان |
فاكشف قناع التعامي عن وجه قلبك وانظر | تجد حبيبك أدنى إليك منك الآن |
واحذر تشبه بشيء ما قد وصلت إليه | ونزه العقل عما للعقل منه بان |
وخذ كؤوس التصابي واخدم لأرباب صدق | وقف بحضرة جودي وادخل معي للحان |
واهجر عصابة جهل مرادهم لك سوء | وسواسهم منه فاحذر في سائر الأزمان |
يزخرفون كلاماً يحذرونك من أن | تروم معرفة الله فكل ذا بهتان |
وهل لنفسك قل لي على إلهك فضل | حتى تخاف عليها وتأمن الرحمان |
يا بارق الغور فرف فقد خطفت فؤادي | وفي الأضالع رعد ومدمعي هتّان |
والجسم زاد نحولا من القلى والتنائي | والصبر قد زال عني في مدّة الهجران |
يا سائق الظعن رفقا فإن قلبي عليل | راكب جواد التصابي سائر مع الركبان |
بالله إن جئت تجدا ورامة والمصلى | فاقرأ سلامي عليهم وقل هنا ولهان |