كل ما يخلقه العقل أمل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كل ما يخلقه العقل أمل | والذي يخلقه الله عمل |
فقال تلك هي الأمثال نضربها | للناس يعقلها من الكمال رقى |
فاعرفوا لفرقا الذي بينهما | تجدوه البدر في الشمّ أكتمل |
وأغفل الله عنها من يشاهدهم | أهل السعادة في الدنيا وأهل شقا |
وانتساب الخلق للعقل كما | قال عيسى وعلى الأذن حمل |
فمؤمن هو ناج دون معرفة | إيمانه النور كالبرق الذي برقا |
هذه الحضرة لا يدخلها | غير من فصلها ثم انجمل |
نظرات بعيون كثرت | دمعها الطوفان في الكون همل |
وجاهل ليس يدري ما يقال له | تكذيبه رزقه ذاك الذي رزقا |
كن مسلماً مؤمناً بالحق تعرفه | أو لست تعرفه واتبع لأهل تقى |
وابتداء الأمر أن تشهده | واحدا في الكل طير أو جمل |
وإن ترد تعرف الله الذي ظهرت | آياته فاتبع الأصحاب والرفقا |
ثم لا طير ولا شيء هنا | شمس أبراج كحوت وحمل |
هو هذا فاقلب العين وما | هو هذا وعلى هذا اشتمل |
وهمأولو العلم علم الله سادتنا | وكن بهم مؤمنا تلحق بمن سبقا |
وانظر إلى الوقت وقت الفجر ليس له | علامة غير نور يملأ الأفقا |
جمل كل التفاصيل له | فتحقق والتفاصيل جمل |
ونوره غيره والوقت يحضر إن | أبدى له الله ذاك النور والشفقا |
يا نديمي لك متى قدر ما | أنت فيه كلما العقل احتمل |
والوقت طلق بلا قيد يقيده | في نفسه فاعتبره واشهد الفلقا |
فافتح الباب وخذ ميمنة | في طريقي فيه من يمشي رمل |
والمعاني كلها قاصرة | عنه والجرح عليه ما اندمل |
واشهد علامته تشهده حيث بدا | والله غيب ومشهود بمن خلقا |
والوقت في كل أرض حاضر فخذوا | منه اعتبار الوجود الحق منطلقا |
غير أن العشق يلقى تارة | بك لليأس وطورا للأمل |
ونزهوه وقولوا عنه خالقنا | ما إن له غيبة فاليوم يوم لقا |
وله دّح فمن جاوزه | عكس الأمر وقد مال وملّ |
والله عنه جميع الكون منتشر | كالضوء يبدو عن الضوء الذي انفتقا |